محمد أحمد العامري رئيس لجنة التنمية الاجتماعية بالعوامر بمحافظة العرضيات في ذمة الله، وبهذا المصاب الجلل والفاجعة الموجعة نعزي أنفسنا وكل ذوي المرحوم وسائر أقربائه ومحبيه، وكل من افتقد عطاء هذا الرجل وبصماته المضيئة التي أنارت دروب مجتمعنا بالقيم والفضائل، سائلين المولى عز وجل أن يتقبله عنده في منزلة الشهداء والصديقين في أعلى جنان الخلد. وأن يجعل من صالح أعماله غراسًا تثمر حبًا وخيرًا تزدان بها جنبات العوامر وسائر العرضيات وكل أرجاء بلادنا الحبيبة.
ربما لسنا في حاجة إلى سرد وتعديد مناقب هذا الرجل فبصماته ومآثره الممتدة في الأرجاء، خير من يتولى بيان صفته ونقاء سريرته وطهر قلبه، فإذا كان الإصلاح بين الناس عبادة عظيمة يحبها الله سبحانه وتعالى، فإن حسبه من الخير أنه كان فارس هذا المضمار بلا منازع، فلقد بذل جهده وجاهه وماله وبصيرته في الإصلاح بين الناس وتحمَّل المشقة والعناء ليغرس الصفاء بين قلوب المتخاصمين فأشاع أواصر المحبة والتواد لتحل محل القطيعة والغل والتناحر، فكم عصم به الله من دماء وأموال وفتن شيطانية، كادت أن تشتعل لولا ما فتح الله عليه من حكمة لتسيير ومعالجة رأب الصدع وإعادة مياه الود والصلات الحميمية إلى مجاريها.
لذا نسأل الله أن يتقبل منه صالح أعماله ونسأل الله أن يكن قد بلغ مرتبة العابد الذي فاقت درجته الصدقة والصلاة والصيام التي لا ينالها إلا من اختصه الله تعالى بشرف هذه المهام العظيمة، وذلك تحقيقًا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: "ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصدقة والصلاة -أي درجة الصيام النافلة وصدقة نافلة والصلاة النافلة-، فقال أبو الدرداء: قلنا بلى يا رسول الله، قال: إصلاح ذات البين".
ولقد كان فقيدنا -المرحوم بإذن الله تعالى- رائدًا في العمل التطوعي الخيري، وبرزت جهوده ومساعيه في شتى نواحي هذا المجال، وذلك بتقديم المساعدة والعون والجهد مِن أجل العمل على تحقيقِ الخير في المُجتمعِ عُمومًا ولأفراده خصوصًا.