انطلقت رؤية السعودية 2030 شاملة لأنحاء المملكة من شرقها لغربها ومن شمالها لجنوبها، والعُرضيات جزء لا يتجزأ من هذا الوطن، إلا أن التعليم لا يزال يتجاهل العُرضيات.
فلو نظرنا إلى ما يعاني منه طلاب وطالبات محافظة العُرضيات حول عدم قدرتهم على إكمال تعليمهم يتعارض مع تلك الرؤية، في ظل ما تقدمه حكومة خادم الحرمين الشريفين من ميزانيات هائلة، وما توليه من اهتمام بالتعليم، إلا إذا كان هناك رؤية مستقلة للتعليم بعيدة كل البُعد عن رؤية المملكة، فيجب أن نعلم عن ذلك.
هناك الكثير من طلاب وطالبات العُرضيات يذهبون للدراسة بالمحافظات المجاورة، وأما البقية الآخرى لا يسمح لهم ذويهم بالذهاب خوفًا عليهم من الغربة وخطورة الطريق، خاصة وأن المسألة تسوء عامًا بعد عام بسبب كثرة الحوادث، بعد أن وقع الكثير منهم ضحايا لطريق الموت الممتد من المخواة شمالًا إلى المجاردة جنوبًا، إضافة إلى ما تعاني منه الطالبات من طول الانتظار والتنقل بالحافلات من وإلى العُرضيات بصفة يومية ولمسافة طويلة.
ومن المفارقات العجيبة الغريبة أن كل محافظة من محافظات المملكة وكل مَدينة من مُدنها يَحتار الطلاب والطالبات في اختيار ما يناسبهم من تخصصات في الجامعات والكليات لوجود جميع التخصصات فيحرصون على اختيار المناسب لقدراتهم، ما عدا طلاب وطالبات محافظة العُرضيات فهم يحتارون وذويهم إلى أي مدينة يذهبون، آخذين في الاعتبار ما تحمله تلك المرحلة من تبعات تحمل في طياتها المغامرة بالأرواح، ولكن ليس لديهم خيار آخر.
وعلى الرغم من المطالبات المُتكررة في كثير من الصَحف وقنوات التواصل الاجتماعي، ورَغم ما بَذله وما زال يبذله سعادة الأستاذ علي بن يوسف الشريف محافظ العُرضيات في اللقاءات التي تمت مع عددٍ من الأهالي ومشايخ القبائل ورؤساء الدوائر الحكومية والأعيان وحرصهم على توفير الخدمات، وفي مقدمتها كليتين جامعيتين، وفرع للكلية التقنية، إلا أن هناك تجاهل للمطالبات وتجاهل لكل النداءات، فلا يقيمون لها وزنًا ولا يلقُون لها بالًا، ونحن جزء من هذا الوطن الغالي، الذي يحفظ لنا حُقوقنا ويوفر لنا مطالبنا.
فعلى كل مسؤول أن يَتذكر المُقولة الشَهيرة للملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- أمام أعضاء مجلس الشورى عندما قال: "ماترددت يومًا في توجيه النقد لنفسي إلى حد القسوة" انتهى.
هذه الحقيقة التي ينبغي أن يضعها كل راعٍ أمام عينيه، ونحن في محافظة العُرضيات سنستمر في مطالبنا المشروعة الذي كفلتها الدولة وأصبحت اليوم من الضروريات، حتى وإن لم نلقَ آذانًا مصغية، لن نتوانَ عن المطالبة، حتى تصل الجامعات والكليات والمعاهد وكل الخدمات للعُرضيات، بل يُعتبر ذلك ضمانًا للحفاظ على حُقُوقَنا كَمواطنين على المستوى الرفيع، رغم أنف المتجاهلين.