في عصر تتنوع فيه المنصات الإعلامية وتتعدد وسائل نقل المعرفة، تبرز بعض المبادرات بتميزها ورؤيتها الواضحة وأهدافها النبيلة. من بين تلك المبادرات الرائدة يأتي "بودكاست جستن" كعلامة فارقة في تاريخ جمعية جستن العلمية، هذه الجمعية العريقة التابعة لجامعة الملك سعود.
فلقد تخلل حفل جائزة جستن للتميز في دورتها الرابعة وسحورها الثالث تكريم المشاركين في بودكاست جستن في موسمه الأول. وعلى الرغم من أن تاريخ جمعية جستن حافل بالعديد من البرامج والمبادرات الاستثنائية، إلا أن بودكاست جستن يمثل نقلة نوعية في تاريخ الجمعية من حيث طبيعة البرنامج ورؤيته المستقبلية.
تتمحور رسالة هذا البودكاست حول تقديم محتوى تربوي ونفسي متخصص، ليكون بمثابة "قاعدة معلومات رائدة تعزز الإدراك الصحيح في المجالات التربوية والنفسية، وتنمي ممارساتها، لتواكب بفخر وانتماء تطلعات رؤية المملكة 2030 في بناء مجتمع معرفي متقدم."
من الفكرة إلى التنفيذ فلقد انطلقت فكرة البودكاست وتم الإعلان عنها خلال سحور جستن لعام ١٤٤٥هـ الموافق لعام ٢٠٢٤م. ومنذ ذلك الحين، بدأ العمل الجاد على تسجيل حلقات البودكاست بالتعاون مع المركز الوطني للمسؤولية المجتمعية والدراسات، وذلك في ستوديو بيرفكت بمدينة الرياض.
وبحمد الله، تم الانتهاء من تسجيل الموسم الأول بكامله، والذي يضم أثنى عشر حلقة متنوعة ومتخصصة تعالج قضايا تربوية ونفسية ذات أهمية مجتمعية بالغة.
تنوع الموضوعات في ومواكبة التحديات المعاصرة تميزت حلقات الموسم الأول من بودكاست جستن بتنوع موضوعاتها وعمق طرحها. فقد تناولت قضايا محورية مثل:المدرسة قديماً وحديثاً: نظرة تحليلية لتطور المؤسسة التعليمية ، الوقف وأثره التربوي والنفسي على المجتمع، اللغة والمدرسة: من يسبق من؟ الدراما التعليمية: نظرة استشرافية لمستقبلها
- الطفل بين التحرش وقوانين الحماية من الإيذاء، التقنية ودورها في تعزيز القيم . التطوع وآثاره التربوية والنفسية
وغيرها من الموضوعات الرائدة التي تلامس احتياجات شرائح واسعة من المجتمع، حيث تقدم هذه الموضوعات بصوت الخبير والمختص في مجاله، مما يضفي عليها مصداقية علمية ومهنية.
بودكاست جستن بصمة متميزة في عالم البودكاست فعلى الرغم من انتشار برامج البودكاست في السنوات الخمس الأخيرة كوسيلة إعلامية حديثة، إلا أن "جستن بودكاست" يتميز بكونه منصة متخصصة في العلوم التربوية والنفسية. فهو لا يقدم محتوى عاماً، بل يتعمق في موضوعات دقيقة بمعية أصحاب التخصصات النوعية، ليأخذ المستمع إلى أعماقها وآخر مستجداتها.
من خلال هذه المنصة، ينهل المهتمون من المعارف ويستطلعون التجارب ويثرون خبراتهم في مجالات حيوية تمس حياتهم وحياة أبنائهم وطلابهم. وهو ما جعل "بودكاست جستن" علامة فارقة على صعيد أفراد المجتمع ومحبي جمعية جستن، ومبادرة لا تُنسى بلا شك.
إن "بودكاست جستن" ليس مجرد برنامج حواري أو جلسة حوارية أو لقاء عابر ، بل هو مشروع معرفي طموح يسعى إلى نشر المعرفة التربوية والنفسية المتخصصة بأسلوب عصري وميسر. وهو بذلك يعد إضافة نوعية لمنصات المحتوى العربي المتخصص، ويسهم في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 في بناء مجتمع معرفي متقدم.
تستحق جمعية جستن كل التقدير على هذه البرنامج النوعي ، متطلعين إلى مواسم قادمة من هذا البودكاست المتميز، وإلى مزيد من المبادرات الإبداعية التي تثري المشهد التربوي والنفسي في المملكة العربية السعودية.
---------------------
*مُعدة ومنسقة برنامج بودكاست جستن، واستاذ الدراسات الإنسانية المشارك بجامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية.