تابعت مثل غيري حفل التكريم المستحق الذي أقامه الشيخ عبدالرحمن بن حسن بن وهاس لرائد الفضاء "علي القرني"، ولمست التفاعل الكبير الذي تركه هذا الاحتفال وتلك المبادرة، وهي التي دعت سعادة محافظ العرضيات الأستاذ علي بن يوسف الشريف للمداخلة الهاتفية، والتي أشاد فيها بمبادرة التكريم لأحد أبناء الوطن المخلصين لوطنه وقيادته.
ولعل هذا التكريم وذاك التفاعل كان الباعث لهذه الكلمات التي تجعلني أقول بصدق أن الشيخ عبدالرحمن بن وهاس بهذا التكريم يمارس أفعاله السامية ويُصدر قيم التكريم والتحفيز والتشجيع لأبناء المجتمع المستحقين، وهو ما أكسبه حضور مختلف في كل مكان وفي كل المناسبات، أستطيع أن أقول عنها قيمة الحضور، القيمة المكتسبة بالتقدير والاحترام والذكاء الاجتماعي وجمال التواصل ولغة الحوار وروح الأخوة والصداقة، حضور يجعله النجم الأول وغالبًا يكون الوحيد، والجميل في الشيخ عبد الرحمن بن وهاس أن لديه قدرة خاصة في تجاوز الخلافات، ويرحب دائمًا بوجهات النظر المختلفة، ويبقى محتفظًا بالود مهما كانت درجات الاختلاف، ولا غرابة في هذا الحضور والتأثير فهو ابن الشيخ حسن بن أحمد وهاس، الذي عرفناه صاحب حضور مهيب، سمعنا عنه الكثير وعشنا بعض المواقف الشاهدة، ومما ذكره لي أحد كبار السن بأن الشيخ حسن بن أحمد بن وهاس حضر مناسبة كبيرة في منطقة أخرى و بعيدة ومعه جمع كبير من قبيلته، وحضر المناسبة نفسها الكثير من القبائل والمشايخ إلا أن استقباله كان مختلفًا من قبل أصحاب المناسبة فوجد الترحيب المبالغ فيه بما لا يشبه أي استقبال آخر.
أما شقيقه الأكبر وأستاذي الشيخ عبد الله بن حسن وهاس فهو قصة أخرى في الهيبة والقيمة عشتها وسأظل أرويها لما كان عليه من الشجاعة والنخوة والوفاء لأصدقائه فبادلهم الحب والوفاء ولا زال أَلم فقده يعتصر قلوبهم وظلت الذاكرة تحفظ تفاصيل أيامه بينهم وتذكر مواقفه الوطنية والاجتماعية.
وعندما أكتب هذا عن آل وهاس فإني لا أستطيع أن أغفل عن دورهم الوطني ، فجدهم الشيخ أحمد بن عبد الله بن وهاس سافر عام 1342هـ قرابة 500 كم من ثريبان في محافظة العرضيات لمدينة جدة على الخيل والجمل لمقابلة الملك عبد العزيز -رحمه الله- ليعلن له البيعة والوقفة معه، بل وقدم المساعدة، وهو ما جعل الملك عبد العزيز يثمن هذه البادرة، ويكتب له كتابًا خاصًا يكلفه فيه بمهام، تؤكد ثقة الملك عبدالعزيز في بن وهاس وتقديره لدوره، وعلى نهجه سار بقية الأبناء والأحفاد في الوفاء للوطن والإخلاص لولاة الأمر -حفظهم الله-.
ومما يذكر أن الشاعر الشيخ صالح بن خضران الحارثي القرني كان برفقة بن وهاس في لقاء الملك عبدالعزيز وقال قصيدته الشهيرة بين يدي الملك ونالت إعجابه -رحمه الله- .
أقول هذا تأكيد على دور مشائخ القبائل الفاعل في مجتمعاتهم وفي خدمة وطنهم وهو ما يجعل التقدير لهم يتضاعف عند أهلهم ومحبيهم .