عندما يتوفر الأمن تزهر شجرة الحياة وتثمر استقرارًا وتنمية، ويرتفع البناء، وتطمئن النفوس، ويسود العدل، ويتوفر العلم، ويرتفع مستوى المعرفة والإدراك، وينسجم المجتمع، وتعم المحبة والألفة. والشواهد ملاحظة على أرض الواقع؛ حيث البلدان التي توفر بها الأمن تطورت وتقدمت في جميع نواحي الحياة اقتصاديًا واجتماعيًا وسياسيًا وثقافيًا.
وأصبح المواطنون في هذه البلدان أكثر وعيًا واستقرارًا نفسيًا وتعاملاً راقيًا لأنهم تفرغوا للحياة الكريمة. بينما نشاهد في البلدان التي فقدت الأمن البؤس والفقر والمجاعات والتخلف، وربما الهجرة إلى بلاد أخرى للبحث عن الأمن والاستقرار ولقمة العيش، وقد يتعرضون لمآسٍ ومشاكل لا تخطر على بال أحد.
إن نعمة الأمن ما حلت في مكان إلا حل معها الخير ورغد العيش وكريم الحياة، وما نزعت من مكان إلا حل فيه الشر والخوف ومرارة وبؤس الحياة. ولا يملك الإنسان عندما يتأمل في هذا الكون الفسيح ويرى الشعوب التي تعيش في أمن وتلك التي تفتقد إليه إلا أن يحمد الله على فضله ورحمته، ويتأمل قوله صلى الله عليه وسلم: "مَن أصبَح مُعافًى في بدنِه، آمِنًا في سِربِه، عندَه قوتُ يومِه، فكأنَّما حِيزَتْ له الدُّنيا".
ويتأمل قوله تعالى: ﴿الَّذينَ آمَنوا وَلَم يَلبِسوا إيمانَهُم بِظُلمٍ أُولئِكَ لَهُمُ الأَمنُ وَهُم مُهتَدونَ﴾، ويلاحظ العلاقة القوية بين الأمن والإيمان. ونحن هنا في المملكة العربية السعودية نحمد الله تعالى على فضله وكرمه الذي أنعم علينا بالأمن والإيمان في ظل قيادة حكيمة رحيمة.
نسأل الله أن يديم علينا الأمن والإيمان وعلى جميع بلدان المسلمين، إنه سميع مجيب.