حينما تستضيف السعودية أي حدث دولي فذلك يُعَدُّ إضافةً لأهمية الحدث وقيمته وتعزيزاً لفرص نجاحه، وذلك نظراً لمكانة السعودية وثقلها الدولي والاقتصادي والسياسي وإمكاناتها وقدراتها في تجاوز المتطلبات المحددة إلى الإبهار الذي يمثل سِمَةً لها في تنظيم الفعاليات على كل المستويات.
وعطفاً على ذلك ليس غريبًا أن يحظى ملف تنظيم السعودية لكأس العالم بهذا الاحتفاء العالمي والتأييد الدولي ، ولاشك أننا سعداء بهذا ، ونعلم - يقينًا- الجهد الكبير الذي بُذل في إعداد هذا الملف بمتابعة من عرّاب الرؤية سمو ولي العهد الذي وجّه فور إعلان خبر الفوز بالاستضافة بإنشاء هيئة لاستضافة كأس العالم برئاسة سموّه شخصيا ؛ مما يبرهن على حجم الشغف بتقديم نسخة استثنائية مبهرة تبقى ماثلةً في أذهان شعوب العالم بإذن الله.
إن استضافة المملكة لكأس العالم 2034 المرتقب يأتي في سياق الثقة بقدرات السعودية، حيث سيكون العالم على موعد أيضاً مع معرض EXPO2030، وفي 2027 بطولة آسيا، وسبق ذلك العديد من الأحداث الاقتصادية والرياضية والثقافية الناجحة التي احتضنتها بلادنا، ومن أهمها كأس العالم للشباب عام 1989في أربع مدن سعودية ، وبطولة كأس القارات في نسخها الأولى والثانية والثالثة أعوام 1992،1995،1997.
إنّ إقامة نهائيات كأس العالم 2034 بالسعودية بمشاركة 48 منتخبًا (لأول مرة) حدث عالمي يحظى بمتابعة سكان الأرض ، وسيشهد زيارة الملايين منهم لوطننا ، وهذا يحقق عوائد اقتصادية
واستثمارية ، ويسهم في تطوير البُنَى التحتية، ويعمل على تعزيز المشروع السعودي الرياضي الذي يحظى بتواجد النجوم العالميين، كما يثري التجارب السياحية المستدامة ، فضلاً عن كون هذا الحدث العالمي فرصة لتقديم الرسالة الإنسانية لبلادنا، وإبراز المقومات التاريخية والثقافية والحضارية ، وكل ذلك يسهم في مواصلة تحقيق رؤية قيادتنا بأن (تكون السعودية الوِجهة الأولى عالمياً).
تهانينا لقيادتنا وشعبنا بهذا الإنجاز، ونحن والعالم متطلعون باهتمام لهذه المناسبة العالمية الذي سيكون مبهرًا واستثنائياً بإذن الله في ظل هذه الرؤية التي تشعل حماس كل السعوديين للعطاء والتحدي والإبداع سائلين الله أن يوفق خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده وكل من يعمل لرقي هذه البلاد المباركة ، وأن يديم عزّها وأمنها .