إن الوالدين هما الداعم الأول لأبنائهم ويقومون برعايتهم وتقديم كافة الوسائل التيتساعدهم على أن يكونوا أفرداً صالحين في المجتمع، فعندما يتفاعل الآباء مع أبنائهم تفاعلاً إيجابياً فإن هؤلاء الأبناء ينمون نمواً سوياً، ويكونون أفراداً ذوي شخصية متكاملة، أما إذا كان التفاعل بين الوالدين وأبنائهم تفاعلاً سلبياً فإن جو الحياة الأسرية يسوده الاضطراب والصراع، والتوتر والقلق والخوف.
وبين كتاب ثقافة الأم والسلامة النفسية للطفل أن "الأم الهادئة في الغالب أطفالها هادئون، وأن الأم المنفعلة لا يهدأ طفلها بل يزداد بكاء وصراخاً وانفعالاً، وقد ثبت بملاحظة الحيوانات الكاسرة المتوحشة - مثل الأسود والنمور والسباع - أنها تخلد إلى هدوء عجيب طوال فترة إرضاع صغارها".
ولا يعتبر صراخ الأم وتهديدها حلا لمشكلة الطفل العنيد والمتمرد والكثير الصراخ، بل يزيد الأمر تعقيدا ويجعل الطفل في حالة من الهلع والقلق والعدوانية وانعدام الثقة.
وبين كتاب رسالة إلى كل أم وأب أنه "كثيراً ما تصرخ الأمهات تعبيراً عن غضبهن، وأحياناً يتم التفوه بكلمات لا ضرورة لها، حيث من الأهمية أن تفهم الأم أن الصراخ يوصل رسالة معناها عدم قدرة الأم على السيطرة على سلوك الطفل، ويؤثر ذلك سلباً على صورة الطفل الذاتية".
وبسبب غياب حس المسؤولية وفهم الدور المتكامل في التربية الوالدية، ألقي على الأم أعباءمتزايدةفي مواجهة صعوبة الحياة ومشاكلها الاجتماعية والاقتصادية والنفسية، وربما أيضا بسبب طموحات المرأة التي تصطدم غالبا بصخرة الواقع المر والمعاكس، بالإضافة إلى قلة وعي الأمهات بإدارة الانفعالات مما جعل قدرة تحمل الأم وصبرها على تنشئة أطفالها متدنية.
وبدلا من الصراخ وضرب طفلك وتهديده عليك سيدتي ما يلي:
الامتنان لله بوجود أطفالك واحتساب الأجر من الله في مشقة التربية والأمومة.
تقبلي وضعك الأسري في جميع حالاتك وعدم مقارنة أسرتك بالآخرين، فالتقبل هو بوابة للرضا النفسي.
النضج والوعي الشخصي بمسؤوليات وأدوار التربية الوالديةوالتكامل بين حقوق وواجبات الوالدين فيها.
الاتزان النفسي وتعلم الهدوء وضبط الانفعالات فالعلم بالتعلم والحلم بالتحلم، وعند الشعور بالغضب وتغير المزاج عليك أخذ نفس عميق والتعوذ من الشيطان الرجيم وذكر الله سبحانه وتعالى والتفكير في أمور إيجابية وسارة.
اهتمي عزيزتي الأم بهواياتك وصحتك النفسية والجسدية والعاطفية ففاقد الشيء لا يعطيه.
اكسري الروتين والملل من خلال التجديد والتغيير المستمر في المنزل وجعل بيتك جنة من الهدوء والراحة والأمان لأبنائك.
حل جميع المشكلات الوالدية بعيدا عن الأطفال، والبعد عن تصعيد المشكلات وتراكمها.
الاطلاع الكافي بكيفية التعامل مع الطفل في مراحل نموه المختلفة.
تجنب الألفاظ الغير ملائمة والصراخ وأساليب التهديد والعنف البدني واللجوء إلى أساليب وحلول أخرى كتجاهل السلوك في بداياته أو الحرمان من شيء محبب.
عند بكاء الطفل عليك التفريق بين البكاء لسبب ودون سبب، فإن كان دون سبب قد يكون من المفيد تجاهله حتى يهدأ الطفل أو تهدئته من خلال تغيير سلوكه بالتشجيع والتحفيز.
الحوار الإيجابي البناء مع الطفل حتى يعبر الطفل عن احتياجاته ومتطلباته وعما يقلقه.
تجنب أسلوب الأوامر وكثرة النصائح، واتباع أسلوب القدوة في التربية.
إشباع الطفل عاطفيا من خلال حضنه وتقبيله واللعب معه وتخصيص وقت للتعليم وآخر للترفيه.
ختاما: انظري عزيزتي الأم إلى طفلك وهو نائم، هل يستحق هذا الملاك الصغير الصراخ في وجهه أو التهديد أو الضرب؟
------------------
مشرفة تربوية بتعليم القنفذة
- 25/11/2024 خادم الحرمين الشريفين يوجه بتمديد العمل ببرنامج حساب المواطن والدعم الإضافي للمستفيدين لعام كامل
- 25/11/2024 نائب أمير مكة يشهد انطلاق مؤتمر الابتكار في استدامة المياه بجدة وإعلان الفائزين بـ”جائزة الابتكار” وتدشين هاكاثون المياه “مياهثون”
- 25/11/2024 تحت رعاية سمو ولي العهد.. انطلاق أعمال المؤتمر السنوي العالمي الثامن والعشرين للاستثمار في الرياض
- 24/11/2024 أمير منطقة الرياض يفتتح فعاليات المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة في الرياض
- 24/11/2024 تحت رعاية سمو ولي العهد.. المملكة تستضيف غدًا مؤتمر الاستثمار العالمي لعام 2024م في الرياض
- 24/11/2024 خادم الحرمين الشريفين يصدر أمرًا ملكيًا بتعيين (125) عضوًا بمرتبة مُلازم تحقيق على سلك أعضاء النيابة العامة القضائي
- 19/11/2024 خادم الحرمين الشريفين يرأس جلسة مجلس الوزراء .. ويصدر عددًا من القرارات
- 19/11/2024 نائب أمير مكة يستقبل رئيس الشؤون الدينية بالحرمين الشريفين
- 19/11/2024 نيابةً عن سمو ولي العهد.. سمو وزير الخارجية يرأس وفد المملكة المشارك في الجلسة الثانية لقمة مجموعة العشرين
- 18/11/2024 برعاية أمير منطقة مكة المكرمة.. تدشين التجمع الغذائي بجدة الأحد المقبل
بقلم/ د. أشواق الحسني
إلى متى ستصرخين ياأمي؟
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.mnbr.news/articles/414494.html