نشهد في نهاية كل عام دراسي تخريج الطلاب بدءًا من مرحلة رياض الأطفال حتى مراحل الدراسات العليا، وفي كل نظام تعليمي يهتم واضعوا الأنظمة التعليمية بنوعية المخرجات وماذا يملك الحاصل على الشهادة العلمية أيًا كانت درجتها من قيم سامية تعينه على خدمة وطنه ومجتمعه ونفسه فهدف المناهج بشكلها ومضمونها العام إعداد المواطن الصالح، والسؤال الآخر ماذا يملك الخريج من مهارات ذات أهمية لسوق العمل، وهل تلك المعلومات والمعارف ستُطبق فعليًا في الحياة العملية؟
قد تكون هذه الأسئلة حاضرة عند كل تربوي ومهتم، فالجميع يلاحظ اختلاف المخرجات من مدرسة إلى أخرى ومن إدارة تعليم لإدارة أخرى، وهذا يتضح في نتائج الاختبارات من هيئة تقويم التعليم فمثلًا في اختبار القدرات العامة وفي مؤشر ترتيب قد يتضح أداء إدارات التعليم في نتائج المحكات الخارجية التي يتعرض لها النظام التعليمي ممثلًا في المدرسة ومن خلال هذه التقييمات الخارجية قد نستطيع الحكم على جودة عمليات التعليم، فعلى سبيل الأسئلة لماذا تميز طلاب إدارة معينة على طلاب إدارات أخرى؟
ولماذا تميزت بعض المدارس على مدارس أخرى بنفس إدارة التعليم؟
قد تكون الإجابات العامة حتى من الخبراء ليست المأمولة هنا؛ بل يجب إجراء دراسات علمية متخصصة تجيب عن هذه الأسئلة بدقة وتضع توصيات علمية لكيفية نقل والاستفادة من التجربة في تلك الإدارات والمدارس لجميع الإدارات.
ختامًا قد أضع بعض التوصيات لرفع مستوى التحصيل الدراسي الفعلي والذي سينعكس على المعلومات والمهارات والقيم للطلاب في كل مدرسة وبناءً عليها سنحصل على مخرجات تعليم جيدة تخدم الوطن بكل فاعلية وكفاءة، وذلك من خلال الاطلاع على بعض الدراسات العلمية والكتب ومنها كتاب مايكل فولان (القيادة والاستدامة، المفكرون النظميون في الميدان)
وهي كالتالي:
١/ تركيز على التحصيل والمعايير والممارسات التدريسية.
٢/ أنظمة مساءلة عملية فيما يتعلق ويتصل بالنتائج.
٣/ تركيز على القادة والمدارس الأقل أداءً.
٤/ اعتماد طرق تدريسية ومنهجية على مستوى المنطقة التعليمية.
٥/ إرساء تطوير مهني مستدام وجيد على مستوى المنطقة.
٦/ توجيه الإصلاح التعليمي إلى الفصول الدراسية من خلال الإدارات المركزية لتوجيه ودعم وتحسين التعليم على مستوى المدرسة باعتبارها نواة التغيير.
٧/ إلزام ذاتي من القيادات العليا بصنع قرارات موجهة وفق بيانات دقيقة وصحيحة.
٨/ بدء الإصلاح التعليمي من مستوى المدارس الابتدائية.
٩/ تقديم تعليم مكثف في القراءة والرياضيات والعلوم للمرحلتين المتوسطة والثانوية.
وقد أُضيف التالي:
١/ وضع معايير لاختيار الإدارات المدرسية.
٢/ تطوير مهني مستدام لمديري ومعلمي المدارس.
٣/ تحفيز مستمر للفاعلين المؤثرين ومحاسبية ومتابعة للمقصرين.
٤/ تكوين مجتمعات تعلم مهنية متنوعة لنقل التجارب الناجحة والاستفادة من الخبرات.
٥/ إعداد أسئلة مركزية من مكاتب التعليم من متخصصين لضمان تدريس جيد وشامل للمقررات الدراسية.
٦/ تدريب المعلمين على تدريس المقررات الدراسية بشكل أكثر عمقًا ودمج مهارات التفكير العليا في التدريس.
______
*دكتوراة في فلسفة التربية