تشكل التكنولوجيا جزءًا أساسيًا من حياة الأطفال في العصر الحديث، الا ان هناك بعض الأضرار المحتملة المرتبطة باستخدام التكنولوجيا المفرط للأطفال، وسأتناول في السطر القادمة بعض أضرار التكنولوجيا على الأطفال.
فعندما يتعلق الأمر بالأطفال والتكنولوجيا، هناك بعض القلق والتحديات التي تواجهها العائلات والمجتمعات، اذ يعيش الأطفال اليوم في بيئة تقنية متطورة، حيث يتفاعلون مع الأجهزة الإلكترونية والشاشات منذ سن مبكرة، أكثر مما يتعلمونه من مجتمعهم المحيط بهم، وعلى الرغم من الفوائد المحتملة للاستخدام المناسب للتكنولوجيا، إلا أن هناك بعض الأضرار التي يجب أن يكون الآباء والمربين على علم بها.
أحد الأضرار الرئيسية للاستخدام المفرط للتكنولوجيا عند الأطفال هو الانعزال الاجتماعي، قد يجد الأطفال الصغار أنفسهم يقضون وقتًا طويلًا منعزلين عن العالم الخارجي، مشغولين بألعاب الفيديو أو التطبيقات التفاعلية على الأجهزة اللوحية، وهذا الانعزال الاجتماعي يمكن أن يؤثر على تطور مهارات التواصل والتفاعل الاجتماعي لدى الأطفال.
وقد يسهم الاعتماد المفرط على التكنولوجيا في تقليل النشاطات البدنية للأطفال، بدلاً من اللعب في الهواء الطلق أو ممارسة الرياضة، فقد يجد الأطفال أنفسهم قابعين في الداخل أمام الشاشات لساعات طويلة، هذا يمكن أن يؤدي إلى نقص النشاط البدني وزيادة خطر السمنة ومشاكل الصحة المرتبطة بها.
كما أن تعرض الأطفال للمحتوى غير المناسب هو أيضًا ذو مخاطر محتملة للاستخدام غير السليم للتكنولوجيا، وقد يصادف الأطفال محتوى عنيف أو جنسي غير مناسب لأعمارهم أثناء تصفح الإنترنت أو اللعب، وهذا قد يؤثر على صحتهم العقلية والعاطفية ويؤدي إلى نمط حياة غير صحي.
كما أن للتكنولوجيا تأثير على النوم وهذه قضية مهمة، يُعتقد أن التعرض للشاشات الساطعة قبل النوم يمكن أن يؤثر على جودة وكمية نوم الأطفال، وتفاعل الأطفال مع الأجهزة الإلكترونية في ساعات المساء قد يؤدي إلى اضطرابات في نمط النوم، مما يجعلهم يعانون من صعوبة في النوم وعدم القدرة على الاسترخاء.
علاوة على ذلك، قد يؤثر الاستخدام المفرط للتكنولوجيا على تركيز وانتباه الأطفال، و يمكن أن تكون الألعاب والتطبيقات التفاعلية مدمرة ذهنياً للأطفال وتشتت انتباههم، مما يؤثر سلبًا على مستواهم في الدراسي أو أثناء أداء المهام اليومية الأخرى.
بصفة عامة، يعتمد تأثير التكنولوجيا على الأطفال على كيفية استخدامها ومراقبتها، يمكن أن يكون استخدام التكنولوجيا بشكل مناسب ومتوازن مفيدًا للأطفال، حيث يمكن أنها تساعدهم في تعلم المهارات الحديثة وتحسين قدراتهم العقلية، ومع ذلك، يجب أن يتم مراقبة استخدامهم لها وتوجيههم نحو استخدامها بشكل صحيح ومناسب لأعمارهم.
وينبغي أن يقوم الآباء والمربين بتشجيع الأطفال على الانخراط في نشاطات أخرى غير التكنولوجيا مثل اللعب في الهواء الطلق والقراءة والرسم والتفاعل الاجتماعي، كما يجب تقديم بيئة تحفيزية تشجع الأطفال على التنوع والتفاعل الاجتماعي وتطوير مهاراتهم البدنية والإبداعية.
ولاننسى أنه يجب أن يكون الهدف هو تحقيق التوازن المناسب بين استخدام التكنولوجيا والأنشطة الأخرى في حياة الأطفال، و يتطلب الأمر وعيًا من الآباء والمربين للتحكم في استخدام التكنولوجيا وضمان استفادة الأطفال من فوائدها دون التأثير السلبي على صحتهم النفسية والاجتماعية والبدنية.
______________
* طالبة إعلام رقمي