تقع المظيلف على مفترق طريق دولي يربط بين أكثر من منطقة فمن الشمال منطقة مكة المكرمة ومن الجنوب منطقة جازان ومن الشرق منطقة الباحة ومنطقة عسير وبذلك تكون قد حازت موقعاً استراتيجيًا يؤهلها لتكون مزاراً لرتل من السيارات التي لاتتوقف حركتها ليلاً ونهاراً، ومع بداية الحج وانقضاء موسمه يشهد الطريق ازدحاماً كثيراً بسبب قدوم الحجاج ومغادرتهم عن طريقه.
ومن المصادفات العجيبة أنّ بحرها الجميل يعد متنفساً لكثير من الزائرين القادمين من كل مكان، لتصبح المظيلف ذات التعداد السكاني الذي يربو على 70 ألف نسمة مزدحمة بساكنيها وقاصديها وخاصة في المواسم كالإجازات وشهر رمضان والأعياد، ومما زاد الازدحام ازدحاماً أنّ مخارج الدوران للعودة قد وضعت بطريقة تجبرك على أن تذهب شمالاً مايقارب الخمس كيلو مترات ومثلها جنوباً ومثلها شرقاً وزاد الأمر تعقيدًا سوق المظيلف الوحيد الذي ارتضى أن يكون في الجهة الغربية محاذياً للطريق الدولي بمواقفه الصغيرة التي تغصّ بالسيارات والمتسوقين والمعارض الخارجية المؤقتة للباعة الجائلين.
هذه الصورة المخيفة التي تشعرك بالرعب عندما توقف سيارتك وتحاول قطع الشارع من الجهة الشرقية إلى الجهة الغربية لتصل إلى السوق والتي تجعل فرائصك ترتعد وأنت تتخيل صبياً أو فتاة أو عجوزًا يعبر الشارع وفجأة تراه يطير في الهواء ويقع صريعاً مضرجاً في دمائه بسبب سيارة لم تنتبه لعبوره لتفتح من أجله بعد ذلك بيوت العزاء، تلك الصورة التي تكررت وتتكرر كثيرًا للأسف لم تحرّك ساكناً في المظيلف رغم أنّنا سمعنا جعجعة ولم نر طحنًا، ورغم مرور زمن طويل على المطالبات والرجاءات لكننا في كل مرة نسمع وعوداً ولا نرَ جسراً ، تلك الصورة وللأسف لم تساهم في سرعة وضع مخطط لنرى جسر مشاة يربط بين الشرق والغرب، ويحفظ أرواح العابرين قسراً ويسهل حركة الناس ويساهم في زيادة مواقف السيارات في الجهة المقابلة للسوق ليخفف الضغط على مواقف السوق ويساعد في حركة المرور على الطريق الدولي .
هذا رجاء وأمل نرفعه لصانع القرار في منطقة مكة المكرمة مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل ونائبه صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن سلطان للتوجيه بما يرونه مناسباً لدراسة الموقع ومتابعة الوضع عن كثب لعلنا نسمع بصدور توجيه يساهم في بناء الجسر على وجه السرعة ليكون خلاصاً لمعضلة باتت تؤرق الناس، فكم من نفس فقدناها بسبب عدم وجود هذا الجسر، وكم من شاب غيبته السجون بسبب حادث دهس لعابر طريق كان يهمّ بشراء ملابس العيد، وكم من يوم وليلة شهدت ازدحاماً عرقل السير على الطريق الدولي واستنفر الجهات الأمنية لتنظيم السيارات والسائرين، وأصبح وجود جسر المشاة بالمظيلف حاجة ملحة وضرورية فهو بإذن الله سينقذ أروحاً كادت أن تودع، وأنفس كادت أن تروع، وأموالاً كادت أن تضيع…
همسة الختام
نحن على ثقة أنً دولتنا العظيمة بقيادتها الكريمة لاتألوا جهدا في تتبع وتلبية كل مامن شأنه حفظ النفس والمال وتهيئة الحياة الكريمة لكل مواطنيها كما عودتنا دائماً، وكل عام وأنتم بخير .