لاشك أن الزواج أمر فطري جعله الله في ابن آدم للتناسل والتكاثر وحفظ الجنس البشري لعبادة الله وعمارة الكون، قال الله تعالى:
﴿يا أَيُّهَا النّاسُ إِنّا خَلَقناكُم مِن ذَكَرٍ وَأُنثى وَجَعَلناكُم شُعوبًا وَقَبائِلَ لِتَعارَفوا إِنَّ أَكرَمَكُم عِندَ اللَّهِ أَتقاكُم إِنَّ اللَّهَ عَليمٌ خَبيرٌ﴾، وقال صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: "منِ اسَتطاعَ منكمُ الباءةَ فليتزوَّجْ، فإنَّهُ أغضُّ للبصرِ، وأحصنُ للفرجِ".
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: « من أحبّ فطرتي، فليستنَّ بسنتي، ومن سنتي التزويج »، وإذا علمنا أن الزواج من الفطرة ومن سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، وأنه من الأسباب التي تحفظ المجتمع بإذن الله من الوقوع في الرذيلة وما ينتج عن ذلك من مشاكل اجتماعية وأخلاقية يطول الحديث عنها، أصبح لزامًا علينا كمجتمع أن نسهل أمور وأسباب الزواج، وأن نزيل كل الأسباب التي تحول دون تسهيله، وأن نساعد أبناءنا وبناتنا على تحقيق ذلك من خلال تجنب التكاليف الزائدة التي تثقل كاهل الشباب، وربما تكون سببًا في عزوفهم عن الزواج، كغلاء المهور والمبالغة في إقامة الولائم والاحتفالات التي لا مبرر لها والتي استحدث بعضها في الآونة الأخيرة كحفلات الملكة (عقد القران) وما شابه ذلك.
وأن يقوم صندوق التنمية الاجتماعية بالتوسع في خدماته التي يقدمها مشكورًا في هذا المجال، وأن لا يقتصر دعمه على الزواج الأول بل الأفضل أن يمتد ذلك للزواج الثاني والثالث للقضاء على العنوسة ومساعدة الناس في التغلب على الصعوبات.
لاشك أن كل عاقل ورشيد من المجتمع سواء من الرجال أو أخواتنا النساء يهمه استقرار المجتمع وسلامته من الإشكالات المترتبة على تكاليف الزواج ومن الأهمية أن يكون هناك تكاتف بين المجتمع للحد من ذلك، ولعل القدوات يكون لهم الدور والأخذ بالمبادرة وزمام الأمر في هذا الموضوع، وفق الله الجميع للخير والصلاح والله الهادي إلى سواء السبيل.