تتنوع مصادر الثقافة، وتتعدد مناشطها وتشرع هناك جذْلى ..تزهو بألوانها الجميلة .
لا يخفى على عاقل ما للغةِ العربية من أهمية عظمى؛ لكونها لغة القرآن الكريم والسنة المطهرة .
فالعربية لغة تعبر عن حضارة عريقة أصيلة في تاريخ الأمة العربية والإسلامية، ودُونت بها أعظم الأعمال وأبلغها وأجملها تعبيرًا.
وقد أثبتت عبر التاريخ سيادتها وتفردها وتنوعها، فمفردات العربية تحمل الكثير من المعاني التي تعبر عنها، وكذلك المعنى الواحد يمكن التعبير عنه بأكثر من لفظ مما يدل على شدة ثرائها ومرونتها.
فالحديث عن محاسنها وجمالياتها لايتنازع عليه اثنان، بل إن الأمم المتحدة أقرتها من اللغات العالمية.
ولكن من المؤلم أن تتعرض هذا اللغة لهجمات شرسة وأن يخذلها أبناؤها بتخليهم عنها واستبدالها باللغات الأجنبية والعامية، فأصبحت وسائل الاتصال الحديثة مليئة بالأخطاء اللغوية والمفردات الأجنبية.
إن للغة تأثيرًا كبيرًا في ترسيخ الهًُوية وتكريس الانتماء، والواحد من الناس يألف من يتكلم بلسانه، ويقترب منه أكثر من غيره.
ونحمد الله أن قيّض الله لهذه اللغة من يحافظ عليها، ويغوص في أعماقها ويستخرج مكنوناتها.
وقد أولت حكومتنا الرشيدة اهتمامًا بالغًا بلغة القرآن، وجعلتها ركيزة من ركائز الدولة وسياستها المتبعة، وما مجمع الملك سلمان بن عبدالعزيز إلا ثمرة يانعة من ثمار ذلك الاهتمام.