إن العلاقة الوطيدة والزمالة الجميلة التي تربطني بك لأكثر من أربعة عقود ليست بالأمر السهل الذي يمكن تجاهله أو نسيانه، ولن تمحوه الأيام والسنين من الذاكرة إلا أن يشاء الله.
عذرًا منك إذا قصرت بحقك أو لم يعد وفائي بك أو لقائي معك كما عهدت، فأنا أعد نفسي من الأوفياء الذين يحفظون الود ويرعون حقوق الصداقة، وأنت صديق وفي لازمتني لفترات طويلة تحسب بالعقود، كنت تطلع على أسراري وخصوصياتي وتوثق أخباري ونتاجي الفكري والمعرفي، ساهمت معي في حل العديد من القضايا والمشاكل، وساعدنا سوياً من يسر الله له ذلك، وأسأله أن تكون شاهدًا لي لاشاهدًا علي، إن لي وإن قصرت معك أوقل وفائي معك وهذا لن يحصل إلا لأسباب خارجة عن إرادتي، بعض المواقف التي تشفع لي عندك وهي أني اعتبرك طيلة العقود الماضية ساعدي الأيمن وملازمًا لي ومكانك دائما فوق قلبي، لكن دوام الحال من المحال، حيث جاءت مرحلة ترك العمل، وجاءت وسائل التقنية الحديثة لتنافسك على مكانتك ولا أعتقد أنها تستطيع ذلك رغم أنها ستؤثر لكن العلاقة معك أكبر من ذلك والتمس منك العذر إذا حصل شيء من القصور أو الفتور في العلاقة، ويكفيك شرفًا وفخرًا أن الله جل وعلى قد أقسم بك في قوله تعالى ﴿ن وَالقَلَمِ وَما يَسطُرونَ﴾، وأطلق اسمك على إحدى سور القرآن الكريم وهذا والله غاية الإكرام الذي خصك به رب الأنام.