في ظل تجاهل وزارة النقل حال طريق العرضيات، واستمرار مطالبة الأهالي بسرعة ازدواجية الطريق، للحد من تكرار مآسي الحوادث، التي تتجدد مع كل حادث يروح ضحيته نفس بريئة، ليظهر بعدها وسم طريق العرضيات ينزف دم، فرغم تكرار هذا الوسم، وكثرة تذمر الأهالي من هذا الطريق في كثير من الصحف والقنوات، والمطالبة بضرورة وقف نزيف الدماء، إلا أنه لا حياة لمن تنادي، وكأن وزارة النقل لا يهمها من الأمر شيء.
ويعد طريق العرضيات من أكثر الطرقات خطورة في المملكة لكثرة المنعطفات فيه، والتشققات، والإهمال، ولا زال مسرحًا للكثير من الحوادث، التي راح ضحيتها الكثير من طلاب وطالبات الجامعات والمعاهد والكليات والمدارس، هذا وأكثر يحصل طوال أيام السنة، وأما حال الطريق في رمضان والعطل الرسمية فإنه يزداد عطشًا للدماء، خاصة وقت الذروة، حيث تزداد الحوادث المرورية، ويصبح الأمر أكثر سوءًا كل عام.
ومن المؤسف أنه في مقابلة سابقة قال المتحدث الرسمي لإدارة المرور إن هناك عشرة عوامل هي من أهم الأسباب في وقوع الحوادث، منها عدم اتباع أنظمة السلامة، والسرعة الزائدة، والقيادة عكس السير، وقطع الإشارة، والانشغال بالجوال، وقيادة المركبة تحت تأثير المسكرات، فيما تندرج العوامل المتبقية في التهاون مع المركبة والاستهتار والتفحيط وغيرها.
ونسي المتحدث الرسمي أو تناسى أن كثير من الطرق لدينا هي السبب الرئيسي في وقوع العديد من الحوادث، وطريق العرضيات واحد من أهم تلك الطرقات، وهنا أكاد أجزم أن مثل هذه التصريحات هي سبب تمادي وزارة النقل في موقفها، واستمرار تجاهل ازدواجية الكثير منها، الأمر الذي كان يجب الإشارة إليه في هذا التصريح؛ وكأن لسان حالهم يقول: "طريق العرضيات وما على شاكلته على أحسن ما يرام، فإن لم يكن كذلك، فتلك ليست النهاية".
المقالات > من يحقن الدماء ؟!
متعب حجر الكثيري

من يحقن الدماء ؟!
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.mnbr.news/articles/32259.html