يذكرني اليوم الوطني بأن ما ننعم به مكتسبات تنموية وما أحرزناه من إنجازات علمية إلى جانب ما نرفل فيه من أفياء أمنية ولحمة وطنية في أرض مترامية الأطراف بمنجز المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز في جمع شتاتها والمؤاخاة بين قبائلها وأفرادها وجمعهم على كلمة التوحيد، فأمن خائفها و شبع جائعها وتعلم جاهلها وأتى من بعده أبناءه البررة ليكملوا مسيرة البناء والعطاء لننعم برغد من العيش والأمن والأمان والتطور في جميع المجالات مقارنة بمختلف الأوطان، يعينهم في ذلك شعب وفي همة أبنائه كجبل طويق، منجزهم حاضر في كل محفل على الصعيد المحلي والإقليمي والدولي يسعون للصدارة و يعملون بكل جد وجدارة, نظرتهم تعانق السماء علوا و تبلغ الجوزاء سموا, يتخذون منه نقطة مرجعية للتطوير والبناء والتقدم والارتقاء، والمحافظة على مكتسبات من سبق من الآباء, فيؤكدون على القيم السامية، و يستشرفون المستقبل لبناء مجتمعات متحضرة راقية، وينبذون السلوكات السلبية والعادات البالية، ويعتزون بالثوابت والمبادئ الإسلامية السامية، و يجسدون أروع صور التلاحم بين قادته الميامين و أفراد الشعب الحالمين، يحدوهم شغف تحقيق تلك الرؤية الطموحة التي تحقق بإذنه تعالى رفاهية الوطن والمواطن.
إن المتأمل لحجم المنجز خلال السنوات القليلة الماضية منذ انطلاق الرؤية الطموحة يدرك أننا على الدرب سائرون ولطموحاتنا محققون - بإذن الله - ارتقاء في الخدمات وجودة في المنتجات وتنافسية تجاوزت الإقليمية إلى العالمية، رياح التغيير طالت كل بالي، تحديث وحوكمة للأنظمة والإجراءات، أتمتة للعديد من العمليات، تنويع لمصادر الاقتصاد والدخل، وذلك ما أقره المعهد الدولي للتنمية بتقدم المملكة الاستثنائي في تقرير التنافسية العالمي ما يؤكد على عمق الإصلاحات.
وتظل رؤيتنا لأنفسنا ودوائر تأثيرنا جزء يعول عليه الكثير من التطوير والتغيير، فإن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، بداية من ممارساتنا التي يجب أن تكون إيجابية، وتربيتنا للأبناء تربية إسلامية لننمي فيهم الاعتزاز بالدين ولنغرس الولاء للمليك وكيف يكون الانتماء للوطن، لتكن أخلاقنا راقية وتعاملاتنا منضبطة واعية، لنجسد المواطنة الحقة بسلوكنا القويم وفعلنا السليم، لنقص على الأبناء مسيرة الكفاح والعطاء وأين كنا وإلى أين وصلنا وما المنجز الذي حققنا، لنفرح ونبتهج في منازلنا والمواقع العامة المخصصة لذلك وساحات التواصل الاجتماعي وندافع بوعي عن وطننا الكريم العظيم، لنعد لأعمالنا وقلوبنا تنبض كيف يمكن أن نحقق طموحات الوطن ونوجه أعمالنا لذلك.
لنكن خير من يمثل الوطن فوق أي أرض وتحت أي سماء، شيبًا وشبانًا رجالًا ونساءً كبارًا وصغارًا مؤسسات حكومية وجمعيات أهلية ومشايخ وأعيان أسر وأفراد داخل البلد وخارجه، الجميع نعم الجميع دون استثناء، لنكن نحن التغيير الذي نريد، أيها الكرام لن نستمد قوتنا - بعد توفيق الله - إلا من واقع فعلنا وجميل صنيعنا وحُسن تصرفنا، لنجعل حالنا ومقالنا يجسد معنى المواطنة الحقة أفعالًا وممارسات.
ختامًا، نجدد البيعة والولاء لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين محمد بن سلمان وللأسرة الحاكمة، ونتقدم للشعب السعودي الكريم ببالغ التهنئة مقرونة بالدعاء لمؤسس هذا الكيان المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن، سألينه سبحانه أن يرد كيد الكائدين وينصر الجنود المرابطين ويعيننا جميعًا على حمل الأمانة والقيام بأدوارنا ومسؤوليتنا والتي بحوله تعالى تجعلنا قاب قوسين أو أدنى من تحقيق آمال الوطن وتطلعاته ورؤيته.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*مدير الإشراف التربوي بتعليم القنفذة