دائمًا ما يسعى حزب الله الإرهابي الذراع الإيراني إلى تغيير الهوية الثقافية في لبنان ذات التنوع الحضاري، ويحيلها إلى ثكنة لمفاهيمه الطائفية المتطرفة. وحوَّل هذا التنظيم الإرهابي لبنان إلى ساحة صراعات وموت، ويظهر ذلك حينما أعلن وزيرا العمل والسياحة في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية مصطفى بيرم ووليد نصار، المواليان لحزب الله الإرهابي افتتاح ما أسماه "موسم السياحة الجهادية"، في تغيير ديموجرافي علني للسياحة اللبنانية التي عرف عنها خلال العقود الماضية أنها مرتعًا للأمن والاستقرار والاستثمارات، وفقًا لمراقبين.
هذه الإجراءات أثارت رفض وسخط الشعب اللبناني، في وقت أصبحت لبنان على شفا حفرة من نيران الانهيار الاقتصادي والسياسي الكام ، لا سيما وأن جرائم وانتهاكات حزب الله الإرهابي اللبناني المدعوم من إيران، وسعيه إلى بسط نفوذه وبث سمومه وتحقيق أجندته تسببت في عزلة لبنان وألحقت الضرر البالغ باقتصاده، وتأثر القطاع الزراعي بشكل سلبي، إضافة إلى انهيار الليرة اللبنانية، وارتفاع نسبة البطالة.
وبات من الواضح أن حزب الله الإرهابي وشركاءه مهتمون أكثر بتعزيز مصالحهم الخاصة ومصالح إيران التي ترعاهم أكثر من اهتمامهم بمصالح الشعب اللبناني، ودون مراعاة أو مبالاة بما وصل إليه الشعب اللبناني من فقر وجوع وبطالة، وفقًا لمراقبين سياسيين.
كثير من السائحين الأجانب تكون لديهم مخاوف وقلق بعض الشيء من السياحة في لبنان، والسبب أنه من البلاد غير الأمنة بسبب ظروفها السياسية، والكثير من السياح أبدوا تذمرهم من وجود رايات حزب الله الإرهابي، وصور رموزه على طريق المطار، واصفين إياه وكأنه جزء من العاصمة الإيرانية طهران، وقد سبق أن دعا كثير من السياسيين المعارضين لميليشيا حزب الله الإرهابي لإزالة الصور التي وصفوها بأنها "استفزازية للبنانيين".
مؤخرًا كشف تقرير نشره موقع (إيران إنترناشيونال) الإيراني المعارض، أن ميليشيا حزب الله الإرهابي وحليفتها الشيعية (حركة أمل) المدعومتان من إيران، وافقتا على إزالة اللافتات واللوحات الإعلانية لقادة الجماعة الشيعية وأعضائها المتوفين والشعارات من طريق مطار بيروت، وذلك في سياق خطة لوزارة السياحة التي يرأسها (وليد نصار)، الهادفة لوضع شارات ترحيبية وصور لمعالم لبنان السياحية بدلًا من رايات حزب الله الإرهابي ورموزه، و أن ميليشيا حزب الله الإرهابي لم تُقدم على مثل هذه الخطوة من قبل، إلا عندما اتبعت خطة تهدف لإخفاء مواقعها في سوريا عن الطيران الإسرائيلي، لتستبدل شعاراتها بأخرى تابعة لميليشيات أسد في محاولة منها للتمويه ومنع استهداف مقاتليها هناك.