تُعرف حضارة الأمم بثقافاتها وآثارها وما تحويه من تراث قديم وجديد وما تمتلكه من عادات وتقاليد تعارف عليها أبناء تلك الحضارة، وما يصلنا منها من خلال الآثارات أو المكتوبات والمخطوطات أو الصور والرموز أو الأمثال الشعبية التي قيلت في تلك الحقبة من الزمن.
واحتلت الأمثال الشعبية مكانة كبيرة عند الشعوب كافةً والعربية خاصةً، حتى أنه لكل شيء صار يضرب به أو يُضربُ له المثل.
والأمثال الشعبية هي ما نُردده بشكل عفوي في حياتنا أو في مناسبات معينة وأحيانًا بدون تفكير أو فهم المعنى لهذا المثل أو لماذا قيل بالأساس أو متى قيل أو حتى ما هي مناسبته.
كما أنها تُعرَّف بأنها من أكثر فروع الثقافة ثراءً فهي نتاج تجربة شعبية طويلة مرَّ فيها أبناء تلك الثقافة.
ومن الأمثال المشهورة التي قد لا يُعرف سببها عند البعض من الناس:
المثل المعروف "رَجِع بخفيّ حُنين":
فعندما يعود الإنسان من مكان مَّا خائبًا يقال له هذا المثل، وقيل إنه كان يوجد ببلاد "الحيرة" إسكافي شهير اسمه "حُنين".. وذات يوم دخل أعرابي إلى دكانه ليشتري خفين، وأخذ الأعرابي يساوم "حنينا" مساومة شديدة، ويغلظ له في القول؛ حتى غضب حنين، ورفض أن يبيع الخفين للأعرابي؛ فاغتاظ الأعرابي، وسَبَّ حُنيناً سبًّا فاحشًا، ثم تركه وانصرف!
صَمَّمَ حُنينٌ على الانتقام من الأعرابي؛ فأخذ الخفين، وسبق الأعرابي من طريق مختصر، وألقى أحد الخفين في الطريق، ومشى مسافة، ثم ألقى الخُفّ الآخر، واختبئ ليرى ما سيفعله الأعرابي..
فوجئ الأعرابي بالخف الأول على الأرض؛ فأمسكه، وقال لنفسه: "ما أشبه هذا الخُف بالخف الذي كنت أريد أن أشتريه من الملعون حُنين، ولو كان معه الخف الآخر لأخذتهما.. لكن هذا وحده لا نفع فيه".
ثم رماه على الأرض ومضى في طريقه، فعثر على الخف الآخر؛ فندم لأنه لم يأخذ الأول، وعاد ليأخذه، وترك راحلته بلا حارس؛ فتسلل حنين إلى الراحلة وأخذها بما عليها، فلما عاد الأعرابي بالخفين لم يجد الراحلة، فرجع إلى قومه. ولما سألوه: بماذا عدت من سفرك؟
أجاب: عُدت بخفيّ حُنين..
مِسمَارُ جُحا:
أما "مِسمارُ جُحا"؛ فهو لا يقل شهرة عن جُحا نفسه.. وجُحا شخصية هامة جدًّا في تاريخنا؛ إذ طالما كان اللَّسان المعبِّر عما نسميه الآن "الأغلبية الصَّامتة"، أمّا مِسماره، فيُضرب به المثل في اتخاذ الحُجَّة الواهية للوصول إلى الهدف المراد ولو بالباطل.
وأّصلُ الحكاية أن جُحا كان يملكُ دارًا، وأراد أن يبيعها دون أن يُفرط فيها تمامًا، فاشترط على المشتري أن يترك له مسمارًا في حائط داخل المنزل، فوافق المشتري دون أن يلحظ الغرض الخبيث لجُحا من وراء الشرط، لكنه فوجئ بعد أيام بجُحا يدخل عليه البيت. فلما سأله عن سبب الزيارة أجاب جُحا:
جئت لأطمئن على مسماري!! فرحب به الرجل، وأجلسه، وأطعمه. لكن الزيارة طالت، والرجل يُعاني حرجًا من طول وجود جُحا، لكنه فوجئ بما هو أشد؛ إذ خلع جُحا جُبَّـته وفرشها على الأرض وتهيأَ للنوم،
فلم يُطق المشتري صبرًا، وسأله..!؟ ماذا تنوي أن تفعل يا جُحا..!؟ فأجاب جُحا بهدوء : سأنام في ظل مسماري!!
وتكرر هذا كثيرًا.. وكان جُحا يختار أوقات الطعام ليشارك الرجل في طعامه، فلم يستطع المشتري الاستمرار على هذا الوضع، وترك لجُحا الدَّار بما فيها وهرب!
رُبَّ رميةٍ من غير رَامي:
قصة هذا المثل: يُقال أنَّه كان هناك رجلاً من أشهر الرماة يُدعى "حكيم بن عبد يغوث المنقري" فحلف يومًا أن يصطاد صيدًا؛ فخرج للصيد، وفي أول يومٍ لم يصطد أي شيء وكذلك في اليوم الثاني.
وفي اليوم الثالث قرر أن يقتل نفسه، إن لم يصطد صيدًا فقرر الابن أن يرافق أبيه كي يفديه حتى صادفهم غزال فرماه ولم يُصِبه برميته فقرَّر الابن أن يصيد مكان أبيه ولمَّا رَما الابن صابت رميته فقال حكيمٌ هذا المثل المشهور.
وهناك آلاف الأمثال الشعبية المشهورة التي نرددها يوميًا أوردُ لكم بعضها بدون تفصيل مثل:
"ما احنا دَافنينُه سَوا"
" دخول الحمّام مش زي خروجه "
"مية فل و14"
"رجعت ريمة لعادتها القديمة"
"الحيطان لها آذان"
"عصفور في اليد خير من عشرة على الشجرة"
"اختلط الحابل بالنابل"
" لا ناقة لي فيها ولا جمل"
" اللي استحوا ماتوا"
"اللي ما يعرف الصقر يشويه"
"سبق السيفُ العذل"
" وافق شنٌّ طبقة"
"بيدي لا بيدِ عمرو"
"وعند جهينة الخبر اليقين"
"الصيف ضيعت اللبن"
فهل تعرفون أصول تلك الأمثال، وأسباب قولها..!؟
أتركها لكم لتفكروا فيها وتبحثوا عنها.. فجميلٌ أن نعرف أمثالُنا الشَّعبية وأسباب قولها ووقتَ حدوثها..
وأنا لي مثلُين شعبيين أرددهما كثيرًا علمتني أحدهما أمي الله يرحمها "ما حَكَّ جلدُكَ مثلَ ظِفرُكَ فتولى أنت جميعُ أمرك" والمثل الآخر علمني إياه أبي الله يرحمه " العلمُ يبني بيوتًا لا عِمادَ لها والجَهلُ يهدمُ بيوتَ العِزِّ والكرمِ".
- 24/11/2024 أمير منطقة الرياض يفتتح فعاليات المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة في الرياض
- 24/11/2024 تحت رعاية سمو ولي العهد.. المملكة تستضيف غدًا مؤتمر الاستثمار العالمي لعام 2024م في الرياض
- 24/11/2024 خادم الحرمين الشريفين يصدر أمرًا ملكيًا بتعيين (125) عضوًا بمرتبة مُلازم تحقيق على سلك أعضاء النيابة العامة القضائي
- 19/11/2024 خادم الحرمين الشريفين يرأس جلسة مجلس الوزراء .. ويصدر عددًا من القرارات
- 19/11/2024 نائب أمير مكة يستقبل رئيس الشؤون الدينية بالحرمين الشريفين
- 19/11/2024 نيابةً عن سمو ولي العهد.. سمو وزير الخارجية يرأس وفد المملكة المشارك في الجلسة الثانية لقمة مجموعة العشرين
- 18/11/2024 برعاية أمير منطقة مكة المكرمة.. تدشين التجمع الغذائي بجدة الأحد المقبل
- 18/11/2024 “التعليم”: إلغاء ارتباط الرخصة المهنية بالعلاوة السنوية واستمرار الحصول عليها عنـد التوظيف أو التعاقد الجديـد
- 17/11/2024 وزارة الخارجية تعرب عن إدانة واستنكار المملكة بأشد العبارات مواصلة قوات الاحتلال الإسرائيلية استهدافها الممنهج لوكالة “الأونروا”
- 17/11/2024 نائب أمير مكة يستقبل المندوب الدائم لتركيا لدى منظمة التعاون الإسلامي
بقلم / لمياء الحاج
أمثالنا الشعبية الجميلة ومعانيها
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.mnbr.news/articles/311827.html