بين سلطة النص وحفاوة الإبداع ظواهر أدبية تعبر عن مسألة التميز لتحويل المحتوى الفكري والتعبير عن مواطن التفوق ورسم لمعاني النص وقراءة لغوية لتشكيلات المعنى، عند ذلك يرتبط المتلقي بمعانيه وفق تأويل الإمكانيات اللغوية الرائدة، والنقد وسيط بين المبدع والمتذوق لأنه خلاصة أدوات علمية منهجية، ربما تتصادم فيما بينها خصوصًا بين معطيات وأهداف النقد التقليدي والنقد الحداثي في التعاطي مع النصوص الفكرية بمنهجها وجمالياتها، وعندما يتبنى الناقد منهجية النص فإنه يسهم في بنية بناء المعنى برؤية معاصرة لفهم مضامين الصياغة في الفكرة والأسلوب والمعرفة ورسم مركزية الإبداع بصورة أدبية ومنطلق فكري ومنهجي يرتكز على نموذج نظري، برغم التباعد الواضح بين سلطة تفحص الموضوعية بين القديم والحداثة في الحقل المعرفي والذي يهمنا بالدرجة الأولى هو إبراز مآثر قوة النص وبنائه وبناء نموذج تفاعلي يكشف نتاج نجاح العمل الأدبي بروح منهجية قوية من المقدرة على رسم ملامح الإبداع والتفوق الثقافي المأمول.
وهذا الاتجاه ينطوي نحو الفهم الذاتي لبنية العمل الأدبي وبناء اتجاهات النقد وحضور المتلقي المتمعن في سياسة حرفنة الذوق العام
وعدم تجاوز حقيقة الحضور الإنساني في اللغة وفلسفة دعاية المسكوت عنه لتقويم الواقع والإنتاج ووجود فاعلية لقراءة النص بعيدًا عن الإشارة والتلميح .
النقد الناجح للعمل يظهر في جمالية النص بعمق ودراية وتمكن وخصوصية رائدة بعيدًا عن فلسفة التطبيق الحواري أو حول الحمى في مسألة القراءة النقدية.
أما مركزية التغلغل في اللغة المزدوجة بين التفاعل النصي المؤثر وبين تشريح النص الوجودي الواقعي والفني فهي تتمحور بين مقدرة الناقد الإبداعية وبين قوة النص المدروس.
لذا لابد من البعد عن الغموض الفني والتجسيد المقلق لجماليات النص، وفي نظري أن طاقة الرؤى لها دور فاعل في متعة اكتشاف التميز النقدي من جهة والإبداعي من جهة أخرى لتوليد نص نموذجي رائع.