القيادة السعودية على امتداد تاريخها تمثل المعنى العميق في عالم السياسة وإدارة الأحداث بشكل يستعصي فهمه على المنافسين والخصوم في بعض الأحيان، ويأتي الأمر الملكي الذي أصدره الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود باعتماد يوم تأسيس الدولة السعودية الموافق (22) فبراير من كل عام ليشكل حدثا تاريخيا مهما في مسيرة هذا البلد الكريم، وهناك عدد من النقاط جديرة بالتأمل في هذه المناسبة التاريخية السعيدة :
أولا:- إن اعتماد الاحتفاء بتأريخ تأسيس الدولة السعودية ليكون منذ 1139 هجرية الموافق 1727م تذكير بالتاريخ العريق لبلادنا المباركة الذي يمتد لثلاثة قرون، مما يؤكد العمق التأريخي والجذور الراسخة، ويشير لما قدمه حكامها ورجالها من تضحيات وصبر وكفاح يستلهم منه الأجيال قوة العزيمة والثبات على المبادئ.
ثانيا :- هناك فرق بين اليوم الوطني الذي يوافق 23 سبتمبر من كل عام وتحتفل فيه السعودية بتوحيد أجزاء وطننا الكبير على يد المغفور له بإذن الله الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود، حيث تم إطلاق اسم المملكة العربية السعودية على هذه البلاد بعد توحيدها عام 1351 هجرية الموافق 1932 م وتحتفل به السعودية منذ أكثر من تسعة عقود، أما يوم التأسيس فهو يوافق 22 فبراير من كل عام ويُحتفَل به لأول مرة هذا العام وهو التاريخ الذي تم فيه تأسيس الدولة السعودية الأولى على يد الإمام محمد بن سعود رحمه الله في 1727/2/22هـ.
وكلا المناسبتين تمثل بهجة للمجتمع في المملكة العربية السعودية حيث تقام الفعاليات الوطنية التي ترسخ قيم الانتماء لهذا الوطن والولاء لقيادته والاعتزاز بتاريخه وحضارته وبما تحقق من نماء وازدهار.
ثالثا:- حملت الهوية البصرية للاحتفاء بذكرى التأسيس 2022 تأكيدات لرموز تاريخية ذات مدلولات مهمة وأصيلة لما لها من دور في تاريخ وثقافة المجتمع السعودي حيث ركزت هذه الرموز على بداية التأسيس وتضمنت ( رجلا يحمل علم ، التمر، الخيل العربي، المجلس، السوق،...) ولاشك أن التأكيد على الرموز التاريخية مهمة في ترسيخ ثقافة أي أمة لربط الأجيال بماضيهم وجذورهم.
رابعا:- إن هذه المناسبة تمثل فرصة مهمة لإثراء الأجيال بتأريخ هذه الحقبة التي سبقت توحيد المملكة العربية السعودية، وما تستلزمه كتابة التأريخ وفق المنهج العلمي لما تم تدوينه وكتب خلال فترة الدولة السعودية الأولى والدولة السعودية الثانية ولاشك أنها فترة مهمة سبقت الدولة السعودية الثالثة التي نتفيأ ظلالها بفخر واعتزاز في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله-.
خامسا:- الاحتفاء بالتأسيس يضيف بعدًا جديدًا لقيم انتماء واعتزاز ومحبة أبناء وبنات هذا الوطن لوطنهم وعلاقتهم بقيادتهم، وطموحهم لتحقيق رؤية بلادهم 2030 ومواصلة ازدهارها على كافة المستويات، فوطني السعودية بلد عظيم ،قبلة العالم، ووجهة الاقتصاد والمال والأعمال، وملتقى الحضارات والثقافات، قيادةً وشعباً نمضي يداً بيد في مخيلتنا ماضٍ تليد وبين أيدينا حاضر زاهر و أمامنا في الأفق مستقبل مدهش مبهر برؤية قيادتنا وطموح شعبنا.
اللهم احفظ بلادنا ووفق قيادتها وأدم أمنها وعزها ورخاءها.