وها هي الغادة في وشاحها ولثامها تَذلفُ على البساط اللازوردي إى ساحة القوافل والمحناط تستقبل الأسفار وإضبارات التاريخ وحِزَم الرسائل والمكاتبات المؤصلة لإنسانها وأكوانها.
وها هو الهودج الغربي تحمله الضوامئ المُضَمّرات على ساحل حنيش، وحاديه على مشارف البندر، وصواديه تُعانق أشناف الرواشين في الناعمية وجامع الميزان.
القنفذة تُماهي الزُهرة وسهيل اليماني في مُلتقاها الجماني المؤصل لتاريخها المُمْتد في أسفارها عبر القرون وأمجادها السائرة في السراة وتهامة والساحل.
وأرى جزيرة الصبايا تردح جذلاً وترفل الرمل، وتُراقص النوارس وتُرقب القادم في عرسها النورسي وتَسبر تاريخها الضافي الآمد في العصر.
القنفذة تُرحب بمن حضر وتنثر في عُرسها الخَبَر السار وبديع الوصف والأثر.
محافظة القنفذة الوادعة على هضيب تهامة تعانق البحر، وترشف الوشل والهتان، وترحب بالزائر الكريم ملتقى التاريخ.. الشعار والدثار لإنسانها الماجد والأرض.. فحيهلا وعلى السعة والرَحب.