قطار الحياة يمضي بسرعة شديدة ونحن لانشعر، بالأمس القريب كنا أطفالاً لا نعي حجم المسؤولية، ولا أهمية أعباء الحياة ولم تكن تقلبات الزمان أو تغيرات الحياة في حسباننا وفي وقت قصير لم نحس بمروره، أصبح البعض منا أباً والبعض الآخر جداً
كان يعيش بيننا أبائنا وأمهاتنا وأقاربنا بكامل صحتهم وقواهم العقلية والبدنية فمنهم من انتقل إلى رحمة الله ومنهم من هو طريح الفراش والمرض ينتظر رحمة الله ولطفه.
تغيرت الأحوال واختلفت أساليب ومقومات الحياة، ارتفع أناس وانخفض آخرون، غاب من غاب وحضر من حضر، وستمضي سنة الله في خلقه (وتلك الايام نداولها بين الناس)، ولن تبقى الحياة على وتيرة واحدة ودوام الحال من المحال.
يقول أبو البقاء الرندي:
وهذه الدار لاتبقي على أحد
ولا يدوم على حال لها شأن
[عن أبي هريرة:] لا تقومُ السّاعةُ حتّى تكونَ السَّنةُ كالشَّهرِ، والشَّهرُ كالجمُعةِ، والجمُعةُ كاليومِ، واليومُ كالسّاعةِ، والسّاعةُ كاحتِراقِ السَّعَفةِ.
شعيب الأرنؤوط (ت ١٤٣٨)، تخريج مشكل الآثار ٢٩٨٦ • إسناده صحيح على شرط مسلم.
﴿ اعلَموا أَنَّمَا الحَياةُ الدُّنيا لَعِبٌ وَلَهوٌ وَزينَةٌ وَتَفاخُرٌ بَينَكُم وَتَكاثُرٌ فِي الأَموالِ وَالأَولادِ كَمَثَلِ غَيثٍ أَعجَبَ الكُفّارَ نَباتُهُ ثُمَّ يَهيجُ فَتَراهُ مُصفَرًّا ثُمَّ يَكونُ حُطامًا وَفِي الآخِرَةِ عَذابٌ شَديدٌ وَمَغفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضوانٌ وَمَا الحَياةُ الدُّنيا إِلّا مَتاعُ الغُرورِ﴾ [الحديد: ٢٠]