في يوم الوطن يغرد الفرح في أرواحنا..
تبتهج السعودية بأسرها.. نستوقف التاريخ .. نرتوي من جداوله..
نستعرض ملاحم المجد العظيمة.. نتشارك لحظات الاحتفاء الجميلة بما أنجزته بلادنا وماسطرته قيادتنا فنتزود من كل المكتسبات الوطنية لخوض غمار المستقبل بكل ثقة ، وفي خضم الابتهاج يلزمنا أن نلحظ أن هناك وجها آخر للصورة ، إذ لسنا وحدنا من يسكنه حب هذه الأرض المباركة، بل هناك قلوب حولنا تخفق وتشاركنا أفراحنا في صمت رغم انشغال أصحابها بأعباء الحياة..
ثمة سحر لهذا الوطن يودعه في شغاف القلوب ولايقتصر ذلك على أبنائه السعوديين فحسب بل يتجاوز ذلك الحب والإعجاب إلى الوافدين إلينا وهو مايتبدى لك في مثل هذه المناسبة ، فحينما تدقق جيدا سترصد ذلك في عيون من تعرفهم من الأصدقاء والمجاورين ومن تربطك بهم علاقة أوتجمعك بهم بعض الأعمال والأماكن من جنسيات متعددة عبر مساحات زمن ممتدة.
دعك ممن ينتقد وهو لم يعش في السعودية ولاتلتفت لمن ضلل به الإعلام المعادي والحاقد أو من لديه مشكلاته النفسية الخاصة بل ركز النظر فيمن أمضى سنوات أو عقود في السعودية مندمجا مع المحيطين به من الوافدين والمواطنين آمنين مطمئنين حتما ستجد أن خفقات التعلق بهذه البلاد ترتسم في تقاسيم وجه شيخ قضى جل حياته ببلادنا أو تلمح ذلك الحب يلتمع في أعين شباب أوشابات شهدت شوارع أرضنا وميادينها أجمل ذكرياتهم.
قلت لذلك الطبيب ونحن نتبادل الأحاديث :
السعودية بلدك الثاني ولا أظنك تشعر بغربة هنا قال لي وقد ائتلق وجهه وارتسمت ابتسامة عريضة على محياه : أي غربة؟!! يكفي أن الحرمين إلى جواري أزورهما أي وقت أشاء.
في لحظات ابتهاجنا باليوم الوطني ولاكتمال الوجه الآخر للصورة من الجميل تسليط الضوء على مشاركة هؤلاء الذين يعيشون معنا وإبراز مشاعرهم وإظهار بعض إبداعاتهم في الاحتفاء بهذه المناسبة ، فمازالت كلمات أحدهم يتردد جمال صداها في مسمعي حين تحدثت معه عن روعة تنظيمه الأعلام الخضراء بالمركز الذي يعمل به فأجاب :(أنا أحب سعودية)
دامت بلادي شامخة عزيزة وحفظ الله قيادتنا
وشعبنا وكل من على هذه الأرض يشاركنا البناء والنماء.