هي نواة المجتمع، إن صلحت صلح، وإن انتابها خلل أدى ذلك إلى تصدع ذلك البنيان.
إنها الأسرة لبنة بناء أي مجتمع على وجه الأرض، عليها يعول صلاح الأمم من صلاحها.
ولكن في الآونة الأخيرة وجد ما كان سببًا رئيسًا في تصدع بنيانها، وتشويه صورتها الجميلة.
إنه الظلم فقد عم وطم، فالقوي يأكل حق الضعيف، الإخوة الكبار ينهبون حقوق إخوانهم الصغار ذكورًا وإناثًا، وإن قاوموا، وطالبوا بحقوقهم التي كفلها الشرع لهم، قطعوا الصلة بهم وأقاموا عليهم حربًا شعواء، لا نهاية لها إلا بتنازلهم عن حقوقهم إكراهًا وعنوة، لا تأخذهم في هذا الأمر لومة لائم، همهم الاستحواذ على الميراث أيًا كان نوعه مالًا أو أرضًا أو مزارع أو عقارات.
ومن هنا تنشأ الخلافات بين أفراد الأسرة الواحدة، يفرقهم حب المال، ويشتتهم الأنانية وحب النفس، فالميراث الذي وجب تقسيمه عليهم وفق ما شرعه الله أصبح معولًا من معاول تقسيم الأسرة وتفكيكها إربًا إربًل.
ومما يندى له الجبين ويتفطر منه الفؤاد كمدًا أن هذا التفكك الأسري يسري تباعًا على الأولاد، وأولاد الأولاد فيما بعد، فلا حول ولا قوة إلا بالله
ولا شك أن تكرار هذه الحالات في مجتمعاتنا غيرت قواعد اللعبة، وجعلت رب الأسرة يفكر كثيرًا؛ ليجد حلًا لمثل هذه الحالات فرأى أن يوزع كل ما يملك على أسرته وهو على قيد الحياة، ولا أراه إلا قد أصاب في تصرفه هذا؛ فالسعيد من وعِظَ بغيره.