اطلع العالم على اللقاء الذي أجرته قناة الحرة مع شربل، ولن أتحدث عن جزئيات اللقاء، وما دار فيه، أو الردود عليه سواءً في حينه، أو عندما انتشر، فقد كنت أنظر لتعامل قيادتنا الرشيدة مع الأمر وأزداد فخراً، وسعادةً، حيث أن هيبة قيادتنا تتجلى في صمتها كما تتجلى في حديثها، فصمتها رد، وحديثها رد.
قيادتنا الرشيدة تتحدث عندما تجد أن الطرف الآخر في موقع يستاهل الرد، فردها يعني تكريم للطرف الآخر، وذلك لمركزها القيادي الذي حباها الله إياه بين جميع الدول، وتصمت وصمتها عقاب أبلغ من حديثها، كما قال الشاعر:
إذا غضبت عليك بنو تميمٍ
حسبت الناس كلهم غضابا
فقد حاصرت هيبة الدولة شربل، لترسم له طريقاً واحداً هو الاستقالة، وهذا أبلغ تعبير منه للاعتذار، باعترافه أنه لا يصلح لهذا المنصب بعد أن رسب في اختبار احترام هيبة الدولة، وليوضح لكل من يرغب أن يدخل هذا الاختبار مستقبلاً أن هيبة دولتنا حفظها الله كافية شافية، وأن تلك الهيبة أنزلها الله تعالى لتُحترم، وأن اللعب مع الكبار ليس كاللعب مع غيرهم.