السعودية هي الوجهة الأولى لأبناء اليمن للهجرة والعمل والتجارة ويتبوؤن المرتبة الأولى بين جميع الجاليات فيها.
وقد أسهم الجوار واللغة وصلة القربى وقرب المسافة ومزايا خاصة حصلوا عليها من السعودية دون غيرهم في تفضيلهم الاستقرار فيها والعمل والتجارة ناهيك عما تتمتع به السعودية من أمن واستقرار وتوفر العيش الكريم فيها وذلك ماعاشه اليمنيون منذ أزمنة مديدة ولا ينكر ذلك إلا جاحد ومفتر.
ونظرا لما تعانيه دولة اليمن الشقيقة حاليا ومنذ 21 سبتمبر 2014 بعد اختطاف السيادة اليمنية من قبل المليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران وقيامها بالتنكيل والقتل والتشريد بمن ليس له ولاء من الشعب اليمني لهذه المليشيا، وسوء الأحوال الصحية والمعيشية والاقتصادية، ولست سنوات عجاف مرت عاشتها اليمن حربا فرضتها هذه المليشيات وقابلة للزيادة في ظل تماهي الأمم المتحدة ومجلس الأمن وأعضاء الفيتو الخمسة فيه والمنظمات التي تدور في فلكهما رغم ما صدر من قرارات أممية ورقية ضد هذا المليشيا وعدم اعتراف العالم بها، فلاتزال صواريخها ومسيراتها الإيرانية تدمر المحافظات اليمنية على رؤوس أهلها ومخيمات النازحين الفارين من بطشها .
ولأن الوطن يستحق التضحية والفداء والبذل من أبنائه فماذا قدمت لوطنها هذه الجالية..؟ ، فلم تنقل لنا الأخبار منذ بدء هذه الأزمة عن دعم الجالية اليمنية في السعودية المجهود الحربي للجيش الوطني والشرعية لاستعادة استقلال الوطن .
ولتذكيرهم بواجبهم فقد فعل الفلسطينيون المقيمون في المملكة على سبيل المثال وهم أقل من عدد الجالية اليمنية قدموا على مدى قضيتهم ضد الاحتلال الصهيوني ووفق إمكانياتهم ماضيًا وحاضرًا مالم يفعله اليمنيون لإنقاذ بلادهم من تغلغل النفوذ الإيراني وتغيير معتقدهم.
لقد أسس الفلسطينيون صندوقا لدعم قضيتهم أسهم في عدم موت قضيتهم حتى الآن.
فلماذا لا يفعل اليمنيون وهم أكبر جالية في السعودية مثل ذلك وأكثر منه دعما لجيشهم الوطني وحكومتهم الشرعية، لاسيما وبعضهم من كبار تجار المملكة وأسواق المملكة تشهد بذلك وبعضهم أصحاب رؤوس أموال تفوق ميزانية بلادهم في سالف استقرارها.
أفلا يرى اليمنيون كيف حوّلت إيران بلاد العراق وسوريا ولبنان إلى بلدان مفككة فاشلة تسيطر عليها العصابات الدينية المتطرفة التي تدين بالولاء لملالي طهران، فهاجرت الملايين من شعوبها في مختلف أقطار العالم خوفا من هذا المد الفارسي البغيض.
ولهذا نرى على الحكومة اليمنية بقيادة فخامة الرئيس عبدربه منصور وسفارات اليمن وقنصلياتها المعترف بها دوليا في جميع دول العالم فرض الدعم على رعاياها اليمنيين بقوة النظام على التاجر والعامل بنسب معينة إسهاما ضروريا لاستعادة الوطن .
ومن يتلكأ يُرحّل للوطن على الفور ولا يجدد جواز سفره، والالتفات كذلك لجميع المبتعثين من الطلاب اليمنيين الذين يتعلمون على حساب حكومتهم الشرعية والدبلوماسيين الذين تنكروا لها ووقفوا إلى جانب تلك المليشيا الإرهابية قطع بعثاتهم على الفور وترحيلهم فالوطن لا يستحقه من يقف إلى جانب عدوه، ولكي يشعر أفراد الجيش الوطني بوقوف إخوانهم في الخارج إلى جانبهم، فهل يبادر المعنيون بالأمر؟..نرجو ذلك.