لن أتحدث عن بيان بايدن الذي وُلِد يحمل الظن، ويقول لصاحبه – بايدن – دعني، ولكني سأتحدث عن فوائده التي أظهرها هذا البيان رغم وجودها، لكنه بيَّنها للقاصي والداني، وأخبر بها من كانت أذنه صماء عن حسنات المملكة.
فمن تلك الفوائد قرارات قيادتنا الرشيدة، ويتضح ذلك في البيان الصادر بهذا الخصوص، والذي رافقته الحكمة، وزينته الشجاعة، وحمته القوة، وأعاد إلى أذهان العالم ومسامعه نهج المملكة الواضح،والذي يأخذ المسافة المناسبة من كل الأطراف، وأن المساس بثوابتها من المستحيلات، وأنه لا يستفزها كل ناعق، كيف لا وهذه القيادة ينطبق عليها قول الشاعر:
ينام بإحدى مقلتيه ويتقي **** بأخرى الرزايا فهو يقظان نائم
وربما أراد بايدن إيجاد شرخ بين القيادة والشعب، ولكنه إن أراد أو لم يُرِد فقد أظهر هذا الشعب تقديره لقيادته، وحبه لها، والتفافه حولها، موضحاً هذا الشعب سبب هذا الالتفاف والحب، وهو أن هذه القيادة تستحق ذلك، وأكثر، وأنها فعلاً جديرة باحترام الشعب، بل والعالم، وظهرت كلمة الشعب مدويةً ( قيادتنا خط أحمر).
كما أظهر – بيان بايدن - مكانة المملكة إقليماً ودولياً، حيث أيدت العديد من الدول بيان المملكة، ومنها الأشقاء الإمارات، البحرين، الكويت، ومنظمة التعاون الإسلامي، وغيرها من أحرار العالم الذين يرفضون مثل هذه الممارسات التي بدأ بها بايدن فترة حكمه، وانقلبت موازين بايدن ببيان المملكة، فحصل له عكس ما أراد، انقلب السحر على الساحر، وذلك بازدياد مقت بيانه، واتسعت عيون العالم بالنظر إلى سياسات أمريكا مع مواطنيها، ومع العالم.
وسعياً لحقيق ما يمكن من مكاسب حاولت ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران استغلال الموقف بإرسال العديد من المسيرات إلى المملكة، لإخراج المملكة من صمتها ووقارها، ولم تعلم أنها تبين للعالم مدى حلم المملكة، وأنها لا تنظر إلى صغائر الأمور، كما أنها تتعامل مع كل الأمور بما يناسبها، ولا يشغل قيادتنا شيئاَ عن شيء، وظهرت ميليشيا الحوثي:
كناطحٍ صخرةً يوماً ليوهنها *** فلم يَضِرْها وأوهَى قَرْنَهُ الوَعِلُ
وأظهرت يقظة أبطال جيشنا المرابطين على الحدود، وذودهم عن حياض الوطن، وهذا ما أعلنه للعالم العميد تركي المالكي بقوله أنه لا توجد دولة في العالم - عدا السعودية – استطاعت اعتراض هذا العدد الكبير من الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة، ليوضح للعالم قدرة المملكة بعد توفيق الله في الرد متى ما أرادت، وبالطريق المناسبة، لتصل تلك الميليشيا في النهاية إلى أنها لا ظَهراً أبْقَتْ، ولا طريقاً قَطَعَت.