هذا الفايروس يعشق الضبابية، ويحب اللعب في المساحات الفاضية ، مغرم بالتجمعات، ويفضل البوح بما يكنه في صدره لغير معارفه وأبناء محيطه.
يهيم في كل وادٍ ، كل مجال مجاله ، يختلس من كل بستان أسوأ زهرة وينهب على عجل أنتن ثمرة ، ثم يعرض بضاعته على عملائه وزبائنه المروجين الجهلة ؛ مما يجشعه على الاستمرار في امتهان تلك التجارة القذرة السهلة.
فيبقى على حاله ، وتسيء أحواله، ينفض عنه الناس ، ويشمت به الوسواس الخناس من أولئك الجلاس روافد الشر زبائن الإفلاس .
هو كلمة السر في فشل وتدمير العلاقات الإنسانية ، سلوك مرفوض في كل ملة ودين ، تنفر منه النفوس الزكية ، وتحاربه العقول الذكية ، وتقف له بالمرصاد المجتمعات النقية الأبية ، تنتشله من جذوره فيختفي حضوره ، وتبهت ناره المحرقة ، وتطوى قيوده .
إنه الكذب وأنصاره، حيث يبدأ صغيرًا مع أصحابه وأنصاره والمتبنين له ، ثم يكبر ويكبر ويكبر مع مرور الزمن .
يشير باحثون من جامعة كوليدج بلندن إلى أن الكذبة تبدأ ككرة ثلج صغيرة ثم تكبر كلما تدحرجت أكثر و أكثر .
فالكذب فايروس خطير وأشد فتكا من فايروس كورونا ؛ لأن آثاره تفوق آثار كورونا ، فإذا كانت آثار الأول آثاراً صحية واقتصادية، فإن الأخير تتجاوز آثاره الصحة والاقتصاد لتمس الدين وتجلب الآثام وتغضب الرحمن .
فهو يهدي إلى النار كما قال حبيبنا محمد -صلى الله عليه وسلم -
عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ، فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، ومَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ ويَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا، وإِيَّاكُمْ والْكَذِبَ، فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، ومَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ ويَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.