مازالت منطقة الخليج العربي تشهد توترًا متزايدًا بسبب التجاوزات المتواصلة والاعتداءات المتكررة من الحوثيين على الأراضي السعودية الآمنة، وسط صمت عربي مطبق وتضامن مفقود مع المملكة، التي يسعدنا أن نراها في تطور متصاعد في كل الميادين وهي تقدم، ولا تزال تقدم الكثير من الأعمال الإنسانية الإغاثية عبر العالم و بدءاً بالحوثيين أنفسهم، فالسعودية، بلد الإنجازات والمبادرات، أصبحت قوة إقليمية معتبرة رأت فيها إيران منافسًا جديًا لها، لذلك دعمت الحوثيين وجعلت منهم ذراعها العسكري في المنطقة والمؤسف أن العديد من الأنظمة العربية غير عابئة بهذا الخطر المحدق، أهو تواطؤ أم لا مبالاة ؟
فليعلم هؤلاء أن السعودية عامل توازن في الشرق الأوسط، ولابد من الوقوف إلى جانبها على غرار ما أعلنه الرئيس الأمريكي بايدن في خطابه الأخير، وهو عكس ما كان يراهن عليه البعض من أن العلاقات السعودية الأمريكية ستعرف تراجعًا في عهد الرئيس الجديد وٱتضح لهم أخيرا أنهم واهون بعدما خسروا الرهان، لأنه لا يخفى على أحد الدور المحوري للمملكة في كل حل لمشاكل المنطقة لوضع حد للتوسع الإيراني، ثم أن تصدي الدفاعات الجوية السعودية للطائرات المفخخة الحوثية بكل حرفية ودقة وبسالة دلت بما يدع مجالا للشك أنها قوة لا يستهان بها، ولكن مع الأسف إن الاعتداءات الحوثية الفاشلة تلاقي صمتًا عربيًا وتواطؤاً دوليًا تحت تأثير اللوبي الداعم للأيديولوجيا الإيرانية، التي بدأت تتضح ملامحها من خلال بؤر التوتر بالمنطقة العربية، ألا تبعث بعض المواقف المتخاذلة على الحيرة ؟ هل يكون الموقف الأمريكي المتجدد بداية حلحلة المعضلة اليمنية وإفشال المخططات الرامية إلى بث البلبلة وإضعاف الصف العربي وتشرذمه؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كاتب تونسي