لاشك أن الحياة مدرسة يتعلم منها الإنسان كل يوم درس وعبره، ولاشك أن للخير والإحسان أهل، وللشر أهل وأعوان، وابن آدم ميسر لما خلق له، وله أعداء كثيرون منهم النفس والشيطان والهوى والشهوات، وقلّ أن ينجو من هذه الشهوات إلا من حفظه الله برحمته ولطفه ودله طريق الخير والرشاد وعصمه من الوقوع في مزالق المعاصي والذنوب والموبقات، ولا شك أننا كلنا خطاؤون وخير الخطائين التوابون، كما ورد في الحديث الشريف، فمنا من وفقه الله إلى الإحسان وعمل الخير وجعل من الدنيا مزرعة للحياة الدائمة وقدم الخير لنفسه وأحسن إلى خلق الله لا يرجو منهم جزاءً ولا شكورا، ومنّا من أطلق العنان لنفسه وعمل للحياة الفانية ونسي الحياة الباقية قال صلى الله عليه وسلم : "الكَيِّس مَنْ دَانَ نَفْسَهُ، وَعَمِلَ لِما بَعْدَ الْموْتِ، وَالْعَاجِزُ مَنْ أَتْبَعَ نَفْسَه هَواهَا، وتمَنَّى عَلَى اللَّهِ"
الحقيقة ان الحياة مليئة بالعبر والمواقف والمشاهد التي تعطي من أنار الله بصيرته الفرصه أن يعدل من مساره ويختار الأصلح له في حياته الدنيا وحياته الآخرة ولا شك أن طريق الخير طويل وشاق ومحفوف بالمكاره بينما طريق الشر قصير وسهل ومحاط بالشهوات وهنا مكمن الخطوره.
جعلنا الله وإياكم من أهل الخير والإحسان وصرف عنّا وعنكم الشر وأهله وما التوفيق إلا من عند الله والسلام عليكم.