- يقولون: (ما أسوأ البدوي إذا تحضَّر)، مالك يا رجل تمشي مشية المتكبر، عهدي بك حافي القدمين، ولكثيرٍ من الأمور غير مدبِّر، سبحان من يغيِّر ولا يتغير.
- بالله عليك ألِباسُك هذا يليق برجلٍ في مثل سنك؟! أتريد لفت الانتباه؟! أم أن يقينك بالعودة إلى سنِّ الشباب قد غلب على ظنك؟!
- يا أخي دع عنك تَصدُّر المجالس؛ لأنك تُضجِر من تجالس، وكأنك تتباهى بِحَمْلِ شهادة! لو أردناها لحصلنا عليها وزيادة.
- يا عم، ألا ترى أنك في خريف العمر؟! قَدَمٌ في الدنيا، وقَدَمٌ في الآخرة، ومع ذلك تفعل أشياء ساخرة، أما تستحي من هذا الشيب، وتترك عنك فعل العيب؟!
- من يراك يحسبك ديِّنًا! والحقُّ أن أفعالك تُظهِرُ زورًا بيِّنًا؛ لحيةٌ كثَّة، وثوبٌ قصير، ثم ترقص في كل حفلٍ على صوت الزير!
- يافلانة، أراك في كل فرحٍ ترقصين وتتمايلين، أتحسبين نفسك بنت العشرين؟! أنت امرأةٌ بالغ؛ فدعي عنك العقل الزائغ.
وهيء ظهرك في كل حين لسياط نقدهم اللعين، ليس من باب التوجيه والنصح، بل هو التعييب بكل قبح؛ لأنك خالفت ما سنَّوه من قوانين وأعراف، وتجاوزت في الفُحش حدَّ الإسراف، فعندهم لكل مشيةٍ تأويل، ولكل هيئةٍ أو لباسٍ تحليل، ولكلِّ عمرٍ منهجٌ ودليل، يرون في أنفسهم الكمال، وفي غيرهم الزيغ والضلال، إن أمنت منهم القول صراحة، فلن تكون من نظراتهم في مأمنٍ أو راحة، وظني أننا أمام شريحةٍ من القوم جُبِلَت على اللوم، لا يخامرها إحساس، ولا ينفع معها إلا أن نمشي ونحمل فوق رؤسنا ألواحًا تحوي (طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس).