في اليوم الوطني لمملكتنا الحبيبة لا يقتصر إحياءنا لهذه المناسبة الحميمية والعزيزة على قلوبنا على الاحتفالات والشعارات والأعلام التي تتزين بحلتها البديعة كل أرجاء وطننا الحبيب؛ بل علاوة على ذلك يجب أن تكون لنا وقفات ومراجعات نغوص بحثًا عنها في طيات ذاكراتنا وخبايا أفكارنا؛ لنستعرض كل ما قدمناه من عصارة جهدنا وعطاءنا خدمة لهذا الوطن المعطاء، ونقف في مراجعة مع النفس عند نواحي القصور لتلافيها في قادم الأيام والسنين.
فالوطن يستحق منا كل خير وتفان، وقيادتنا الحكيمة تستحق منا التناغم مع استراتيجياتها وخططها العظيمة التي تستهدف من خلالها الانتقال بمملكتنا أرضًا وإنسانًا إلى مصاف الدول المتقدمة من خلال رسم خارطة طريق تواكب التقدم التقني والتطور التكنولوجي وتستثمر في الطبيعة الجغرافية والإمكانات العقلية والأدوات العصرية.
وفي هذا اليوم المجيد حق لنا أن نفاخر ونزهو بما حققته قيادتنا الحكيمة بتكاتف كل أبناء شعبها العظيم من خطوات جبارة في إرساء دعائم قوة ومتانة وريادة مملكتنا اجتماعيًا واقتصاديًا وسياسيًا على جميع المستويات المحلية والإقليمية والدولية، وأثبتت أنها الرقم الصعب الذي تقزم أمامه كل حسادها ومات كل عذالها غمًا بتحطم كل حبكاتهم الكيدية وتعثرت خطاهم لتسقطهم في هاويات حفر حفروها فغدت قبورًا لهم.
تقاس عظمة الدول بثباتها أمام أعاصير الأزمات والتحولات والدسائس، وهي محطة الاختبار الصعب الذي لا يتخطاه إلا من ثابر جيدًا لمواجهة هذه المنعطفات القاتلة، التي وبحمد الله ثم بفضل حنكة وحكمة قيادتنا الحكيمة تجاوزنا كل تحدياتها،
فما حدث خلال العامين المنصرمين من تحولات اقتصادية وكوارث بيئية ومؤامرات ودسائس سياسية وتحديات جمة، منها على سبيل المثال لا الحصر وباء كورونا، وأزمة تهاوي أسعار النفط والمحاولات العنكبوتية بخيوطها الواهنة التي أرادت النيل من سمعة المملكة ومكانتها العالمية، فتحطمت على صلابة بنائها العظيم وتلاشت أشلاؤها مع هبات الرياح.