ماذا يعني أن تحتفي بوطنك؟
مالذي تحملهُ (وطن) من معانٍ لنا؟
لا شك أن الوطن هو أعمق من تلك البقعة الجغرافية.
وأن معناها يتجاوز حدوده المرسومة على الخارطة، بل وأنه يتجاوز التعاريف المدونة في معاجم اللغة. وأنهُ رابطٌ أعمقُ من أن يتجسدّ في أوراقٍ رسمية أو هُويةٍ ما.
الثالثُ والعشرين من الشهر التاسع في كل عامٍ يأتي ليذكرنا ماذا يعني أن تحتفي بوطنك، يعودُ في كل سنةٍ حاملٌ معه إنجاز جديد يضافُ لقائمة المجدّ التي صنعها الأبطال بدءً من المؤسس حتى الحفيد، وبين هذا وذاك ملحمةٌ بطولية تُوجت بيومٍ مجيد نعيشُ رغدهُ حتى لحظتنا هذه.
ولعلّ أكثر الشعورِ احتفاءً وعزةً؛ هو أن ترى لونك الأخضر مختلطاً بألوان الشعوب الأخرى مترجماً المعنى الحقيقي للإنسانية والمُساندة، أن ترى لونك الأخضر بكل إمكانيته وموارده متلوناً بألوان العالم، أن ترى لونك الأخضر حاضراً في كل موقف وكارثةٍ وكأنهُ يدٌ تطبطبُ عن كل ما أفسدتهُ الأيام، أن ترى للونك الأخضر النصيبُ الأكبر بين الدول في الخير والعطاء والتفاني دون تراخٍ أو تهاون، وأن ترى السواعد الخضراء حاضرةً تتكاتفُ في كل مكان لتقف على متنها شعوبٌ خَذلها كل شيء، فهذه المهمة النبيلة سمةُ وطني ومنهجُها، وهذا اللون الأخضر لون السلام والأمل لهذهِ الأمة.
وحدودُ مملكتي هي نطاقاتٌ واسعة لشعوبُ أخرى.
وعطاء مملكتي هو قلبٌ نابض لشعوبٍ أثقلتها الهموم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*كاتبة نصوص أدبية ومقالات