من أنبل ما يقدمه الإنسان لأخيه الإنسان في فترات العسرة، هي المعونة مهما كان حجمها، ولنا في مركز الملك سلمان للإغاثة أروع مثال لذلك، فهو عنوان للعمل الإنساني التضامني والإغاثي في زمن تعددت فيه الأزمات الطبيعية والمفتعلة.
فمنذ القدم عُرفت المملكة بسخائها في العطاء لعدة مناطق في العالم، وبتوجيه من الملك سلمان، أسس هذا المركز سنة 1436هـ، وقد نجح في عملياته التنسيقية الرائعة مع المنظمات والهيئات العالمية المشابهة لتقديم المساعدات للمحتاجين، ضمانًا لأمنهم الغذائي، وتوفير الدواء والإيواء للمعذبين في الأرض على غرار الأسر الفلسطينية واليمنية والسورية، وغيرها من المتضررين بعدة دول إفريقية وآسيوية.
وفي زمن كورونا تضاعفت تدخلات هذا المركز، بفضل حرص القيادة السعودية، ومن خلال توجيهات القائمين عليه بمواصلة تنفيذ مشاريعه الإنسانية، سواء مقاومة المرض أو المجاعة أو نزع الألغام من عدة مناطق دقَّت فيها طبول الحرب، واحتد النزاع في نفوس الحالمين بالسلطة، وأصحاب الأيديولوجيات الهدامة على غرار الحوثيين ومن شابههم.
ومما ميز مركز الملك سلمان للإغاثة هو عدم تفضيله لهذا على ذاك في تقديم المساعدات الإنسانية، والكل يعلم جحود العديدين ممن انتفعوا بخدماته، وسيسجل له التاريخ بأحرف من ذهب أنه قدَّم الكثير للمتضررين، بينما اكتفت بعض الأنظمة الغنية بالانفاق على تكديس أسلحة الفتك والدمار، وتوزيعها على الفرقاء لمزيد من سفك الدماء والتفرقة بين الأشقاء، فشتان بين هذا وذاك.
نسأل الله تعالى أن يحفظ الملك سلمان، وسمو ولي عهده على جهودهما الجبارة لمواصلة دعم هذا المركز، للمضي قدمًا نحو تقديم المزيد من الخدمات التي وصل مداها إلى حوالي 40 دولة في العالم، ولا بد من الثناء على القائمين على حسن إدارة هذا المركز الذي أصبح نموذجًا عالميًا، ونخص بالذكر الدكتور عبد الله الربيعة، والعاملين معه على اختلاف مهامهم.
ومن واجبنا التعريف بهذا الإنجاز السعودي الرائع لعله يكون حافزًا للكثيرين ممن يكدسون الأموال فينفقونها فيما ينفع الناس من خلال حركات نبيلة. كم نحن في أشد الحاجة إليها خاصة في هذه الفترة التي تسببت فيها جائحة كورونا بعدة مآس عبر العالم.
-------------------
*كاتب تونسي