مصلحة المواطن والمقيم أولوية مقدسة، ذلك هو المبدأ الذي بُني عليه الاقتصاد السعودي، فقد استنتج الملاحظون في عالم المال والأعمال استقرار العملة الوطنية وصمودها أمام العملات الأجنبية المسيطرة والتي شهدت تقلبات حرجة.
فالبرغم من تقهقر أسعار البترول، بقي الاقتصاد السعودي صامدًا وقادرًا على تحمل تبعات هذا الانخفاض الذي لم تشهد له السوق العالمية مثالا، وهنا تتدخل وزارة المالية لاتخاذ قرارات موجعة أحيانا كحزمة من التدابير التقشفية للمحافظة على حيوية اقتصادية وتواصل نمو فاق توقعات المراقبين، من ذلك المحافظة على وظائف الناس وتقديم دعم مالي لإنعاش القطاع الخاص، إحدى الروافد الهامة للاقتصاد الوطني، ضماناً للطاقة التشغيلية حتى تواصل "ماكينة" الإنتاج دورانها.
فالاقتصاد السعودي كذّب مزاعم المروجين بأنه معتمد على عائدات الحج والعمرة وتناسوا الميزانية الاستعجالية التي خصصت للمثلث الذهبي "الإطارات الصحية، والأمنية، والإعلامية" بالإضافة إلى وفرة غذائية ودوائية افتقدتها عدة مجتمعات أخرى.
فغير بعيد عن المملكة، تعاني بلاد الملالي والمجوس و"مشتقاتهم" من مشاكل صحية، اجتماعية واقتصادية لم يقدروا على مجابهتها، في حين أن الاقتصاد السعودي يتميز بصموده ومحافظته على انتعاشة مكنته من المساهمة بمبلغ مالي هام في جهود البحث العلمي، من خلال ندوة افتراضية، بغية إيجاد لقاح فعال لهذا الفيروس المستجد.
بالإضافة إلى ذلك قدمت المملكة دعمها المعتاد للفلسطينيين وخاصة أهل غزة المحاصرين، بالرغم من مناورات جماعة حماس الذين طالما تنكروا للحركات النبيلة للملك سلمان المتعامل دوماً مع القيادة الرسمية الفلسطينية، صاحبة القضية المقدسة التي يريدون إبعاد المملكة عنها خشية مواقفها الدائمة والداعمة قولاً وفعلاً للحق الفلسطيني المغتصب.
فأهم ما نستنتجه من جهود القيادة السعودية قراراتها الجريئة المهتمة بتفاصيل حياة المواطن اعتمادا على افتصاد سعودي جعل من المملكة القلب النابض للعروبة والإسلام وللدول المتحضرة نتيجة لحكمة قيادة تسير بثبات على درب النجاح بذكاء وتعامل إيجابي مع هذه الجائحة التي دوخت العالم.
فالتفاؤل سيظل سيد الموقف ومعالم الانتصار والصمود تلمسهما أينما حللت بالمملكة التي أصبحت مثالا يحتذى به في التصدي لمثل هذه الأزمات، ومحافظتها على اقتصاد متعاف و بين أياد وطنية وأمينة وفر لها خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين كل أسباب التفوق والريادة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*كاتب تونسي