ما يمر به العالم اليوم من وقت عصيب ومحاولات لبلدان العالم للتصدي لهذا الوباء الخطير يكشف لنا مدى قوة ومتانة الأنظمة والحكومات في مقاومة هذا المرض، فرأينا بعض الدول لم تلق بالاً لحياة مواطنيها رغم أعداد الوفيات المفزعة بل حاولت تصدير هذا القاتل إلى دول الجوار، وهناك دول أخرى كنا ننظر إليها بالأمس القريب على أنها تملك أنظمة صحية قادرة على احتواء أفتك الأوبئة شاهدنا قادتها يعلنون استسلامهم وهزيمتهم أمام هذا البلاء، بينما نحن في هذا البلد العظيم نرى من بداية الأزمة كيف تم التعاطي مع هذه الجائحة بكل احترافية ومسؤولية واقتدار رغم أن هذا البلد مقصد الملايين من مختلف أرجاء العالم سواء لأداء العمرة وزيارة الحرمين الشريفين أو للعمل في وطن الخير ، ومع ذلك كله نفذت الدولة حفظها الله إجراءات احترازية مكلفة اقتصادياً كل ذلك من أجل سلامة وصحة الانسان سواء مواطن أو مقيم من خلال العزل والفحص والرعاية الطبية والعلاج والمتابعة لاحتواء هذا المرض .
وفي الأيام القليلة الماضية وحين بدأ العالم بأسره في مرحلة الخوف والهلع والارتباك أطل علينا خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله ورعاه – في كلمة أبوية حانية مطمئناً ومبشراً أبناء الوطن بأن الأوضاع تحت السيطرة وأن الدولة قد اتخذت كافة التدابير الوقائية لحماية كافة قاطني المملكة ، فقد زرعت كلمته - أيده الله – التفاؤل والثقة في إجراءات الدولة وأكدت عمق اللحمة والارتباط بين القيادة الحكيمة والشعب الوفي .
وها نحن اليوم نشهد انعقاد القمة الاستثنائية لمجموعة العشرين التي ترأسها خادم الحرمين الشريفين والتي يعول العالم أجمع على دولها الكثير في سبيل التصدي لهذا الوباء فكانت كلمة خادم الحرمين الشريفين داعية لجميع الدول الأعضاء للتكاتف والتعاون لاحتواء هذه الجائحة وبث الأمل في نفوس شعوب العالم ، وانعقاد هذه القمة في هذا الوضع الحرج وبرئاسة المملكة العربية السعودية دليل على الدور الريادي والقيادي الذي تتمتع به المملكة بين دول العالم والتي أثبتت رغم هول الأزمة قدرتها الاستثنائية التي تعاملت بها مع هذا الحدث الخطير، والتي فاقت بذلك دولاً متقدمة ، ولم يقتصر دور المملكة على حماية شعبها ومواطنيها إنما تعدى ذلك إلى تبني مواقف داعية إلى مد يد العون للدول النامية وداعمة للاقتصاد العالمي في هذه الفترة الخطرة ، كل ذلك يزيدنا ولاءً لقيادتنا الرشيدة واعتزازاً بانتمائنا لهذا الوطن العظيم الذي أكدت الشدائد والأزمات صموده وتجاوزه كل المحن والاضطلاع بدوره القيادي في سبيل تحقيق الاستقرار والسلام العالمي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*مدير مكتب التعليم بالعرضية الجنوبية