حصول الدكتور عبدالله البرقان على 36 صوتاً من أصل 42 صوتاً في انتخابات اتحاد القدم يؤكد ما ذكرته في مقالي السابق، وما نصحت به الرئيس الجديد لاتحاد القدم الدكتور عادل عزت بأن العدل بين الجميع وإخلاص النية في العمل هما الطريق الأسلم والوحيد لكسب احترام وثقة الجميع.
البرقان سعى منذ بداية عمله كرئيس للجنة الاحتراف لفرض العدل بين الجميع، والتعامل مع الجميع بمبدأ المساواة، تاركاً خلفه كل الانتماءات والمصالح الخاصة والعواطف والميول، ونجح بذلك في فرض احترامه على الجميع، وكسب ثقة كل العقلاء والأسوياء، على الرغم من محاولات الإعلام الأغبر العديدة والمستمرة لابتزازه وتركيعه، والحرب الشرسة التي شنَّها هذا الإعلام الموجه ضده، بكل ما يملكه من آلات وأدوات ومنابر، عبر حملاتٍ وصل كثيرٌ منها إلى درجة القذارة، وكان لها أن تنجح في تركيع الرجل كما نجحت مع غيره، لولا أن الرجل الخلوق والواثق تسلح بإيمانه الكبير بأنه "لا يصح إلا الصحيح"، وأنَّ "اللي ما يبوق ما يخاف"!.
- البرقان استطاع على الرغم من هذه الحملات المكثفة والموجهة أن يؤسس عهدًا جديدًا للجنة الاحتراف، وأن يتجاوز بعلمه وثقافته وخبرته الكثير من العقبات التي حاول البعض وضعها له، ليحصره عبرها بين مطرقة السقوط والانسحاب وسندان التنازل عن الأنظمة والقوانين والمبادئ التي آمن بها وجاء ليفرضها على الكبير قبل الصغير، بعد عهودٍ من التنازلات والاستثناءات التي تعود عليها البعض، وسعى لجعلها واقعًا يصعب تغييره، لولا أن الله سخَّر لكرة القدم السعودية رجلًا قويًا كالدكتور عبدالله البرقان، لا يخاف في الحق لومة لائم.
لاشك أن استمرار البرقان فترةً انتخابية جديدة؛ وباكتساح تصويتي لافت، حدثٌ يبشِّر باستمرار نجاح هذه اللجنة في ترتيب الأوراق التي بعثرتها سنوات من الضياع الاحترافي بثقةٍ أكبر من السابق، خاصةً في ظل تفاؤل الكثيرين بالقادمين الجدد لقيادة اتحاد القدم، وبمشاركتهم البرقان في الرغبة بتنظيف وترتيب بيت كرة القدم السعودية.
ولا شك أن البرقان استفاد كثيرًا من الأخطاء البشرية الطبيعية التي وقعت فيها لجنته في الفترة السابقة، لذلك سيكون من المتوقع والمأمول أن يتجاوز البرقان ورفاقه تلك الأخطاء، وأن يعززوا المكتسبات والتنظيمات الصارمة التي عالجت الكثير من الخلل في احترافٍ سيطرت عليه الهواية والأهواء كثيرًا، وتحملت بسببه رياضتنا وأنديتنا الكثير من الأعباء المالية، ومن ذلك نجاح البرقان ورفاقه في وضع العديد من الحلول للسيطرة على فوضى العقود الاحترافية ومقدماتها المبالغ بها، إضافة إلى تقليص التركة القديمة لفوضى الحقوق والمطالبات المالية التي لاتزال تلاحق أنديتنا وتهددها بعقوبات دولية قاسية.
بالتوفيق لدكتور الاحتراف في مهمته الجديدة القديمة، وألف مبروك هذا الانتصار الكبير للثقة والعدل والإخلاص على الفوضى والصراخ والحروب الإعلامية القذرة.
الرياض