العلاقات التونسية السعودية متينة على مر الزمان وهي علاقات تقليدية أرساها المتعاقبون على سدة الحكم من الجانبين، حتى لجوء الرئيس التونسي الأسبق، المرحوم بن علي، لم يفسد للود قضية بين البلدين بما أن المملكة معتادة وحسب تقاليدها العروبية الأصيلة على قبول وحماية كل من يلتجئ إليها في حالة العسرة.
فالشعب التونسي له تاريخ حافل مع السعودية التي تمر بتحول متميز منذ اعتلاء الأمير محمد بن سلمان منصب ولاية العهد، والوفود القادمة إلى تونس في نطاق يوم الشراكة السعودية التونسية دليل واضح على إرساء دعائم صلبة لهذه العلاقات من خلال مساهمة الجهات السعودية في إنجاز عدة مشاريع وإبرام اتفاقيات ثنائية مختلفة لتطوير الاستثمار السعودي الواعد في تونس، من ذلك زيارة وفد الصحة السعودي برئاسة الأستاذ خالد عايض عسيري، مدير عام الشؤون الصحية بمنطقتي نجران وعسير تلتها زيارة وفد الغرفة التجارية والصناعية بمكة المكرمة بقيادة الأستاذ هشام كعكي لعدد من الشركات والمصانع التونسية المتخصصة في عدة مجالات، والملاحظ أن الاهتمامات السعودية تتجه مباشرة إلى المناطق الأقل نموا لتقييم حجم المساعدات لها ونوعيتها، وتندرج هذه الحركة النشيطة، ذات النسق التصاعدي بين البلدين كنتيجة حتمية للزيارة التاريخية لخادم الحرمين الشريفين لتونس والتي نالت إعجاب المتتبعين وازداد معها تعاطف التونسي مع السعودية إثر تعرضها للاعتداءات الايرانية الحوثية الإرهابية والكل متأكد من أن السحر سينقلب على الساحر.