تحتل المملكة العربية السعودية مرتبة الريادة في منطقة الخليج العربي، وقد استحقَّت هذه المكانة عن جدارة على المستويين الإقليمي والدولي، وذلك بفضل الاستقرار الدائم في المجتمع السعودي الملتف أصلا حول قيادته، وقد تجلى ذلك من خلال الإرادة الصلبة للشعب الشقيق في دعمه لسمو ولي العهد إثر المؤامرة التي أحبك خيوطها أعداء المملكة وأعداء العروبة والإسلامـ علَّهم يضعفوا من النسق المتصاعد للاقتصاد السعودي، وللمكانة المتميزة والبارزة الجيوسياسية للمملكة في تلك الربوع، لأن هذا الدور يقلق إيران التي تحلم بالسيطرة على تلك المنطقة الهامة والحساسة من العالم، ويبرز ذلك جليًا من تصرفات حلفائهم الحوثيين السياسية الرامية إلى تجويع شعب يمني آمن، يريدون تركيعه بشتى الوسائل، لكن "السعودية العظمى" وقفت سدًا منيعًا أمام هذه الأعمال الإجرامية.
نعم التسمية "السعودية العظمى" بسواعد كفاءاتها الوطنية وكوادرها التي حرص الملك سلمان على دعمها ومزيد العناية بها، فنحن هنا من تونس الخضراء نتابع تطور هذا البلد الشقيق بلاد الحرمين بإعجاب من خلال إعلام سعودي رائد يعتبر مكسبًا هامًا وثمينًاـ ويلعب دورًا متميزًا للتعريف بهذه القوة الإقليمية التي يجب أن يحسب لها ألف حساب.
ولما لا وقطاعها الصناعي في تطور مشرف سواء كان بيتركيمياويات أو صناعات تحويلية مع دعم متواصل للصناعات المحلية، وتنويع صناعي محلي، كان من أهم روافد الإيرادات الضخمة التي عززت المالية العمومية، وعادت بالنفع طبعًا على الحياة اليومية للمواطن السعودي أينما كان، ولم تبذل في الإنفاق على الانقلابات، وشراء الذمم، وتمويل الإرهاب، كما يفعل البعض من الدول الحالمة بالسيطرة، والمختصة في خلق الفتن والقلاقل لزعزعة الأنظمة المسالمة، بل بذلت الأموال الوطنية في إعادة تأهيل المدن، ومزيد تعصير القطاع الصحي الذي أصبح مثلًا يحتذى به في الدقة والنجاعة، وفي إقامة المهرجانات هنا وهناك باعتبارها منابر ثقافية وفكرية للتعريف بالمخزون الوطني وبالحضارة السعودية على مر الزمان، دون إغفال الجهود الكبيرة المبذولة لإنجاح مواسم الحج من خلال منصات إلكترونية حديثة، ووسائل ضخمة وضعت في الغرض.
وحبذا لو يدرس علم التفويج الذي برع فيه السعوديون إلى أبعد الحدود في الجامعات العالمية، فهنيئًا لأشقائنا السعوديين بهذه المكاسب الوطنية بفضل قيادة حكيمة ومتبصرةً لها نظرة استشرافية ناجعة وكوادر وطنية تعمل بكل صدق لإسعاد شعبها الذي يحق له الاعتزاز والفخر بالانتماء إلى تلك الأرض الطيبة، أرض الأمان والاطمئنان، أرض يستطاب العيش فيها. أرض تصدر السلام والدعم والإغاثة لمن يستحقها، أرض يقودها ملك مصلح برتبة أب حنون لشعب آمن بقيادته والتف حولها فتهاوت سهام الأعادي واندثرت لبعث عهد أفضل ومستقبل مشرق.