كلنا يعرف أن الإرادة ليست شيئًا ملموسًا يمكن رؤيته وأخذه لتتم دراسته، فهي باختصار قوة داخلية تكمن في نفس الفرد، وتخرج منه عندما يتوفر لديه الرغبة في التغيير نحو الأفضل، فتمنحه الطمأنينة وتخلصه من التوتر والقلق.
من المؤسف حقًا أن نرى من حولنا الكثير من القيادات الإدارية تقتل الإرادة والطموح لدى الموظف المغلوب على أمره، فلا دورات تدريبية ولا ترقيات وظيفية، ولا تكريم يليق بتلك الجهود التي يبذلها الإداري وهو في مكتبه خلف جهاز الحاسوب أو بين تلك الملفات.
بل للأسف نجد أن غالبية المنجزات لأي ادارة هي من جهود هؤلاء الإداريين الذي يعملون بكل جد واجتهاد ومثابرة، ويبذلون الجهد والوقت في سبيل ذلك الإنجاز، وحينما يأتي التكريم لتلك المنشأة على ذلك المنجز، نجد المدير يظهر من برجه العاجي لابسًا المشلح ليتقدم الصفوف، ويتم تكريمه على هذا الإنجاز، فيما يبقى الموظف المجتهد صاحب الجهد والإنجاز قابعًا خلف الصفوف لا يجد ما يقوم به غير التصفيق البارد للمدير الذي سرق الجهد والتعب من أجل الأضواء والتصفيق.
وبعيدًا عن المصطلحات والتأويلات وما سيكون، فأنا هنا لا أثير فتنة أو أحرض الموظف المغلوب على أمره من المدير الذي يسرق الجهد، ولكن يجب أن يعي ذلك الموظف أن الانتظام في صفوف المغلوب على أمرهم يجعل المرء يعيش طيلة حياته في بؤس وعزلة ونسيان، حتى يأتي اليوم الذي يتقاعد فيه، ويذهب إلى منزله فلا يذكره أحد، لأنه استسلم لواقع قتل طموحه وإرادته، وكان بإمكانه تغيير هذا الواقع، فالمجال متاح لتغيير المكان إلى آخر، وكان يجب عليه تليين المواقف الصلبة والجامدة بتغييرها دون المساس بجوهر الأمور، فالتردد في اتخاذ القرار للتغيير عامل تناقض غير محدد المعالم. إنه شخصية ذلك الموظف الذي لا يستطيع أن يتخذ قرارًا ما يلزمه ويعمل على تنفيذه، فالحياة مواقف، والموقف بحاجة إلى شخصية والشخصية ركنها الإرادة.
إن الصعود للقمة يحتاج إرادة، ويحتاج تخطيط بناء يرتكز على إرادة قوية تبحث عن التميز، مبني على أهداف مرسومة يسعى الشخص لتحقيقها بعيدًا عن كل ما قد يواجهها من مصاعب أو عقبات، فالشخص صاحب الإرادة لن تقف العوائق في طريقه وحتمًا سيصل إلى قمة الإدارة يومًا ما.
التعليقات 10
10 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
ام محمد
12/01/2019 في 10:02 م[3] رابط التعليق
مبدع
وفقك الله
Reem
12/01/2019 في 10:05 م[3] رابط التعليق
مبدع دائما أ .عبدالله والابداع ليس غريبا عليكم
سلوى
12/01/2019 في 10:12 م[3] رابط التعليق
بارك الله جهودك استاذي الفاضل
همس
12/01/2019 في 10:16 م[3] رابط التعليق
همس عبدالعزيز:
كلامك في المقال حقيقه دائما الاداري او بالغالب ينسى من ذكر انجازاته
بنت احمد
12/01/2019 في 10:30 م[3] رابط التعليق
حقيقة يعاني منها الكثير ممن يحملون مسمى موظف اداري …
اعانهم الله
جواهر العمري
12/01/2019 في 10:42 م[3] رابط التعليق
ماشاءالله تبارك مبدع ستاذ عبدالله
منيره العبدالله .. مشرفة تربويه
12/01/2019 في 10:44 م[3] رابط التعليق
ماشاء الله تبارك الله … مقال رائع من كاتب مبدع
اتمنى ان تستمر في مجال الكتابة فهو اضافة لك يضاف الى مجالاتك الاخرى الابداعية
اتمنى لك التوفيق
إدارية متميزة ^_^
21/01/2019 في 1:54 م[3] رابط التعليق
كلام في الصميم .. ومن الواقع .. جدا اعجبني موضوع المقال .. ولامس حاجة بداخلي ..
فعلا الإرادة تبدأ من داخلك .. انت من يصنع الإنجاز ..
انت من يصنع الفرق ..
بارك الله فيك .. استمر ..
إدارية متميزة ^_^
21/01/2019 في 6:07 م[3] رابط التعليق
👍استمر وفقك الله ..
عبير النفيعي
12/02/2019 في 2:11 ص[3] رابط التعليق
كلمات موفقة متألقة كتألقك أستاذ عبدالله