أكد ناشطون حقوقيون أن تقرير فريق الخبراء التابع للمفوضية السامية لحقوق الإنسان الأخير، جاء منحازاً بشكل فاضح لميليشيا الحوثي الإنقلابية، التي تغافل عن جرائمها الإنسانية وانتهاكاتها بحق الشعب اليمني، وتوجه للتركيز على ما زعم أنها إنتهاكات مارستها الحكومة الشرعية التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ومساندة الإمارات.
وأكد الصحفي والناشط الحقوقي همدان العليي أن هذا التقرير هو تقرير لخبراء مليشيا الحوثي وليس لخبراء الأمم المتحدة ،وتشوبه الكثير من المغالطات والتجاوزات القانونية.. مشيراً إلى أن لجنة الخبراء هي لجنة لتقديم الدعم والخبرات للجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان لتتمكن من أداء مهمتها بطريقة مثلى.. موضحاً ان التقرير لم يتناول الكثير من الانتهاكات الحوثية المستمرة وعلى رأسها زراعة الألغام وتجنيد الأطفال والاعتداءات المتكررة على الممرات والملاحة الدولة وغيرها من الانتهاكات الخطيرة التي ترتكبها المليشيا الحوثية أمام مرآي ومسمع العالم.
ولفت العليي إلى أن هناك لجان شكلت في سوريا وغيرها، ونظام بشار الأسد أباد وقصف تجمعات سكانية بالكيماوي ولم يحدث أو تقوم لجنة من حقوق الإنسان وإن سمت الأطراف بالشكل الذي ظهر به تقرير لجنة الخبراء حول اليمن.. مطالباً بتحرك دبلوماسي للحكومة الشرعية ودول التحالف لتصحيح المفاهيم لدى المؤسسات الأممية وعدم التعامل أو التعاطي مع التقارير الفردية لأنها سابقة خطيرة وتعود سلباً على المؤسسات الحقوقية التابعة للأمم المتحدة.
وقال الكاتب والباحث مصطفى الجبزي “أن التقرير لم يكن شاملا وتجاهل حق كثير من الضحايا واقتصر تحقيقه على وقائع ارتكبها طرف معين وهذا يمثل طعن في مهنيته وحياديته”.
فيما أشارت المحامية والناشطة الحقوقية أفكار الطمبشي إلى أن المجتمع الدولي ساهم إلى حد كبير لوصول اليمن إلى هذه المرحلة وذلك من خلال عدم التزام مجلس الأمن وبقوة القانون الدولي تنفيذ ما جاء بالقرار رقم 2216 للعام 2015 بوصف مليشات الحوثي اﻻنقلابية مجموعة مسلحة ..مستغربة ماء جاء بتقرير لجنة الخبراء الحالي وتسميته للأشخاص والذي يعد تحول مثير للجدل وينبغي الأخذ بعين الاعتبار لتلك التسميات لما يترتب عليها بالمستقبل من عملية السلام الذي يتوق له كافة أبناء الشعب اليمني والمرتكز على المرجعيات الأساسية الثلاث .. مؤكدة أن تركيز التقرير على ما ارتكبه التحالف من أخطاء غير منصف ويتناقض مع بداية التوصيف لكافة الأطراف من أنها انتهكت حقوق الإنسان باليمن وهو ما لا ينبغي على ضوئه توصيف العمليات العسكرية بالحدية بالعدوان وهذا الوصف لا يستقيم مع الإتهام لكافة الأطراف ..لافتة إلى أن هناك منظمات مجتمع مدني ترصد كافة الانتهاكات التي ارتكبت منذ بداية الانقلاب والتي تحملت مليشيا الحوثي النصيب الأكبر من تلك الانتهاكات التي تغافل عنها تقرير الخبراء.
وأوضح عدد من الناشطون، أن التقرير تغافل الانتهاكات التي ارتكبتها المليشيا الحوثية خلال الفترة من مارس 2015 وحتى يونيو 2018م، و لم يتطرق إطلاقا لجرائم ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران في عدن، ولحج، والضالع، ومريس، ودمت وقتله المتعمد واستهدافه للمدنيين وتجنيد الأطفال، وجرائم الاختطافات بالجملة، وتعذيب وإخفاء قسري وموت تحت التعذيب، وتفجير للمنازل وزراعة الألغام .
ولفت الناشطون إلى أن التقرير افتقر للدقة في وصف ما يجري في اليمن، وغابت عنه الحيادية في بعض المصطلحات والمفردات .. موضحاً أن التقرير وصف زعيم ميليشيا الحوثي الانقلابية عبدالملك الحوثي بـ”قائد الثورة” على الرغم من عدم وجود مثل هذا التوصيف في قوانين ومواثيق الأمم المتحدة، ووصف عملية تحرير الحديدة بـ”العدوان” وهو نفس الوصف الذي يطلقه إعلام الميليشيات على عمليات التحالف العربي .
وأشار الناشطون إلى أن التقرير كان بعيداً كل البعد عن قيم ومبادئ الأمم المتحدة، وانتصر لميليشيات انقلبت على الحكومة الشرعية ومارست أبشع الجرائم والانتهاكات بحق الشعب واستنزفت موارد الدولة ومقدراتها لصالحها في وقت لازال فيه الأف الموظفين في مناطقها بدون مرتبات منذ أكثر من عام .
أعرب رئيس منظمة رصد للحقوق والحريات، عرفات حمران، عن إستغراب التغافل فريق الخبراء الأممي عن جرائم الميليشيات الإنقلابية بحق الشعب اليمني .. متسائلاً بقوله “الا يعرف الفريق الأممي أن هناك أكثر مليون لغم تم زراعتها تحت الأرض وتم نزع ما يقارب 200 ألف لغم من قبل الفريق الهندسي للجيش الوطني بمساعدة من التحالف؟” .
وقال” أن الفريق الأممي لم توثق جريمة الميليشيات بتجنيد أكثر من 17 ألف طفل أغلبهم دون سن الرابعة عشر، وتفجير 500 منزل، ووضع الناشطين والسياسيين دروعاً بشرية وغيرها من الجرائم التي ترتقي إلى جرائم حرب”.
وعبر الناشطون عن دهشتهم واستغرابهم لوصف التقرير عملية تحرير مدينة الحديدة ومينائها بالعدوان رغم أن المبعوث الأممي دعا الحوثيين إلى الانسحاب من الحديدة مع أن عملية تحرير الحديدة هي في الأساس عمل إنساني يستهدف تحرير الإغاثة من يد ميليشيا الحوثي الانقلابية التي تقوم بسرقتها ونهبها بقوة السلاح وإيصالها إلى مستحقيها، بعدما تأكد للجميع بما فيهم الأمم المتحدة أن الحوثيين ينهبون الإغاثة التي تصل إلى ميناء الحديدة ويأخذونها الى الجبهات الخاصة بهم، ولم تشهد المناطق التي تقع تحت سيطرة الحوثيين أي تحسن في الوضع الإنساني منذ أكثر من سنتين.
وقال الناشطون أن فريق الخبراء أنشئ من قِبل المفوض السامي ويقدم تقريره إليه فقط ومن ثم المفوض يعرضه على المجلس، ولا يملك أي ولاية للتحقيق بحسب مهام وقرار الإنشاء و مهمته تقتصر فقط على الدراسة والفحص للانتهاكات، بينما ولاية (اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات حقوق الإنسان ) هو التحقيق كما نص عليها القرار وألزم المفوض بدعمها كونها آليات وطنية.