“مدينة الورد والثلج” و”كنز الآثار” و”بوابة الشمال”.. ألقاب عُرفت بها مدينة تبوك الواقعة في أقصى الساحل الشمالي الغربي بالمملكة، نظرًا لما حباها الله عز وجل به من جمال الطبيعة والموقع الجغرافي المتميز، ولاحتوائها على الكثير من الآثار التي تعود إلى حقب تاريخية مختلفة.
يرجع تاريخ منطقة تبوك التي تُعد إحدى أجمل المناطق في المملكة إلى 500 عام قبل الميلاد، وعُرفت بهذا الاسم قبل بعثة النبي (ﷺ) وشهدت الغزوة الشهيرة، ويعني اسمها المكان المنعزل، كونها كانت منعزلة قديمًا عن شبه الجزيرة العربية جنوبًا وبلاد الشام شمالًا.
وكانت تبوك في القدم مقرًّا لحضارات عديدة مثل ثمود والآراميين والأنباط وفترة الحضارة الإسلامية التي كانت تشمل الحكم المملوكي والعثماني، كما كانت مقرًّا للقوافل التجارية العابرة من الشمال للجنوب والعكس وطريقًا للحجاج والعتمرين من خارج الجزيرة العربية.
من أبرز الآثار بالمنطقة، قلعة تبوك التاريخية التي بنيت في عهد السلطان القانوني سنة 967 هجرية، وتدعى أيضًا منزل أصحاب الأيكة الذين ورد ذكرهم في القرآن الكريم، ومن آثارها أيضًا مسجد التبوك وقد بناه النبي -صلى الله عليه وسلم- وصلى فيه، وعين السكر التي تعتبر أقدم عين في تبوك وكانت المصدر الوحيد لسقيا الزراعة في المنطقة.
تمتاز مدينة تبوك بمناخ معتدل في الصيف ويكون باردًا وممطرًا في الشتاء، وتتأثر في بعض الأيام بمناخ البحر الأبيض المتوسط كما تنخفض درجة الحرارة مما قد يؤدي إلى سقوط الثلوج بكثرة في بعض الأحيان.
وتعد المنطقة ذات موقع جغرافي متميز بحكم إطلالتها من جهة الغرب على البحر الأحمر وخليج العقبة بشواطئ بحرية طويلة، وتتنوع تضاريسها ما بين سواحل وجبال وأودية وتحتوي على العديد من الجزر وأجمل الأماكن البحرية في العالم والشعاب المرجانية والكائنات البحرية المتنوعة.
ومن أبرز جبال المنطقة جبل اللوز الذي يشهد تساقط الثلوج بالشتاء عليه، يصل ارتفاعة إلى أكثر من 2500 متر فوق سطح البحر تقريبًا، وهناك جبال الدبغ بارتفاع 2400 متر فوق سطح البحر، كما يوجد العديد من القمم بارتفاع أكثر من 2000 متر وأغلب هذه القمم تكللها الثلوج شتاء وتغطي أشجارها النادرة وأزهارها الجميلة.
دخلت تبوك بقوة على خارطة مدن العالم المتقدم تقنيًّا وعلميًّا واقتصاديًّا بعد احتضانها ثلاثة مشاريع قوية وهي: جسر الملك سلمان الذي يربط بين قارتي آسيا وإفريقيا، ومشروع البحر الأحمر الذي يعتبر أضخم مشروع سياحي في العالم، ومشروع مدينة نيوم أول مدينة سكنية، واقتصادية، وسياحية، تعتمد على مصادر الطاقة المتجددة، والتقنية العالية في الخدمات.