روى أقدم مطوفي مكة المكرمة الحاج عبد القادر قرط (73 عاما)، ذكرياته مع الحج منذ أكثر من 50 عاما قضاها في مهنة الطوافة لخدمة ضيوف الرحمن، لافتا إلى أنه ورث المهنة عن أبيه وجده وقام بدوره بتوريثها لأبنائه.
وقال الحاج عبد القادر إنه بدأ تلك المهنة في سن الـ16 عاما، وأول سفرة له لمقابلة الحجاج كانت بعمر الـ18 عاما، مشيرا إلى أن والده وعمه الذي قضى 100 عام في خدمة الحجاج وتوفي عام 1409هـ كانا عضوين في هيئة المطوفين منذ أكثر من 70 عاما.
وأشار وفقا لـ”العربية نت” إلى أنه بدأ العمل بالطوافة مع عمه الشيخ “إبراهيم سليمان قرط”، مبينا أنه كان للطوافة “مشيخة”، وكانت موزعة إلى أربع مشايخ، للعرب وجاوه وجنوب آسيا وتركيا، وكان عمه شيخ المطوفين أثناء حكم الملك عبدالعزيز.
وأعرب عن فخره واعتزازه بخدمة الحجاج من كل دول العالم، مستذكرا الماضي حينما كان الحجاج يأتون ويمكثون من 3-4 شهور بمكة وكانوا يقومون على خدمتهم.
وتحدث عبدالقادر عن مهنة الطوافة، قائلا إن المطوف يجب أن يكون له زي معين يعرف به، وهو لبس “المشلح”، ويكتب فوق “الجبة” تابع مطوف، وهو الذي كان يتبع الحجاج ويحمل حقائبهم وأحذيتهم، وينتظر الحاج عند المسعى، لافتا إلى أن المطوف يظهر من خلال الخدمات التي يقدمها للحجاج حيث إنه يطوفهم ويجهز لهم الوجبات، ولا ينتظر ما يأتيه من مقابل مادي.
وحول يوم عرفة، أكد أن المطوف يجهز ضيافة يوم عرفة للحجاج عبارة عن الغداء، لافتا إلى أنهم كانوا يأخذون أسرهم من أمهات وزوجات وأخوات إلى عرفة ليقمن بالطبخ للحجاج هناك، ويجلسن مع نساء الحجاج.
وبشأن أعداد الحجاج الذين كان يتولى أمورهم المطوف ذكر الحاج عبدالقادر، أنه كان قديما يأتيهم قرابة 400 حاج، وقد زادت الأعداد مع توفر سبل القدوم لمكة، حتى إن آخر عدد قام بخدمته 7 آلاف حاج، في حين تخدم مؤسسات الطوافة ما يقارب 300 ألف حاج.
وأشار إلى أن الأجرة التي كان يتقاضاها المطوف عن كل حاج قرابة 84 ريالاً، منها 50 ريالاً للمطوف، والباقي مصاريف أخرى، وحاليا يتقاضى المطوف 166 ريالا.