أكد وزير التعليم الدكتور أحمد بن محمد العيسى أن دور المعلم في العملية التعليمية هو دور محوري ودور جوهري ويعتمد بعد الله سبحانه وتعالى نجاح العملية التعليمية على الدور المحوري للمعلم في قيادة العملية التعليمية وتطوير قدرات أبنائنا وبناتنا في جميع المجالات والمهارات لتنشئتهم وتهيئتهم للحياة والمستقبل ” .
وقال معالي وزير التعليم في إطار حديثه للمشاركين ضمن برنامج “خبرات في الملتقى” اليوم بالرياض : جميع اجتماعاتنا وتخطيطنا وبرامجنا إذا لم تنعكس على واقع المعلم وعلى واقع الفصل الدراسي فنحن ندور في حلقة مفرغة , مبيناً أن برنامج خبرات صمم وخطط له من قبل الوزارة ليكون نموذجا لبرامج تدريبية على مستوى عالي لتطوير قدرات أعضاء الهيئة التعليمية في التعليم العام والاستفادة من التجارب والخبرات في مجال التعليم .
وأشار إلى أن الفترة الماضية وأثناء العمل على البرنامج شهدت تطوير جميع العناصر الأساسية المتوقع أن تؤدي إلى نجاح البرنامج والحصول على أكبر نتيجة ممكنة منه ،والتأكيد قدر الإمكان على بعض القضايا الأساسية التي ستساعد المشارك على الانخراط في برنامج تدريبي مثمر وناجح ، يستطيع المتدرب من خلاله أن يعود بعد فترة التدريب وهو محمل بأفكار وقدرات ومهارات يسهم من خلالها في مجال عمله الأساسي ، ومساعدة الوزارة وإدارات التعليم بشكل عام في تطوير قدراتها والرفع من مستواها وتعزيز قدرات التعليم في النهوض بأبناء المجتمع وتنمية الاحتياجات المستقبلية .
وأوضح معاليه أن البرنامج يأتي ضمن رؤية المملكة (2030) التي نصت على تجويد العملية التعليمية ورفع مستوى الجودة بشكل شامل وتوفير تعليم نوعي قادر على التطلع للمستقبل وتهيئة الطلاب للمرحلة القادمة في تاريخ المملكة، مشيراً إلى أن هذه المرحلة ستكون مختلفة عن المرحلة التي نعيشها الآن بما تعكسه من آثار إيجابية للتنمية الاقتصادية والبشرية والاجتماعية والتي هي امتداد للسياق العام الثقافي والحضاري للمملكة ولكن في أفق جديد بما تحمله من بشائر في تطوير المنظومة الاقتصادية وفتح فرص العمل للشباب السعودي .
وأفاد أنه تم اختيار دول لديها تجارب ناجحة ولديها تجارب مشهود لها في الإطار الدولي على تنافسيتها وقدرتها على التفوق والنجاح وأثبتت من خلال الممارسات والاختبارات تفوق أبنائها ونجاحهم في العملية التعليمية ، مؤكداً أن البرنامج سيكون تجربة فريدة للمشاركين ، وفرصة عظيمة في أن يعكس الإنسان ثقافة بلده وحضارتها وقيمها أمام الآخرين وفي نفس الوقت يتفاعل إيجابيا وحضاريا مع الآخرين ويستفيد من تجربتهم ويتعلم من هذه التجربة ويستمع وينصت للجوانب التي يرى أنها ستحقق التقدم الذي وصلوا إليه .
وبين معالي وزير التعليم أن البرنامج ينقسم إلى قسمين، قسم سيكون نوع من التهيئة العلمية والتربوية في الجامعات التي ستشارك في البرنامج ثم يكون هناك فترة أخرى ثلاثة أشهر أخرى للتطبيق الميداني في إحدى المدارس مع زملاء من نفس الدولة الموفد إليها المعلم لاكتساب الخبرة والتجربة مما يدور داخل هذه المدرسة من أعمال وتنظيمات وأسس علمية وتربوية وبيئة كاملة ، والتعرف على قدرة أنظمة التعليم في بعض الدول على خلق ظروف ايجابية بين المعلم والطالب وفي الفاعلية والايجابية في تحفيز البيئة التعليمية ومشاركة الطلاب بفاعلية واندماجهم في العملية تعليميا وتطوير هذه الروح الإيجابية .
وأبان الدكتور العيسى أن تقييم المشاركين للبرنامج بعد عودتهم خطوة ستفيد في تطوير البرنامج في المستقبل ودعمه لخلق بيئة تعليمية ناضجة وبيئة تعليمية فاعلة بما يقدمونه من أفكار وبما يشاركون به من برامج تدريبية لزملائهم الآخرين ، مشيراً إلى توجيهه بأن يكون كل مبتعث في هذا البرنامج عند عودته مسؤول عن تدريب خمسة معلمين من زملائه، متمنياً أن يكون المعلم المبتعث بعد عودته عنصر تغيير في مدرسته وعنصر نجاح لهذا البرنامج ، ويستطيع أن يوثق هذا البرنامج من خلال تجربته في الجامعة أو في المدرسة التي سيعمل بها خلال الابتعاث بمجموعة من الصور والفيديوهات التي ربما يرى أنها تنقل تجربه أو فكرة نريد إيصالها للآخرين .
وتطرق معاليه إلى مقال أحد الكتاب الصحفيين وتجربة انتقال بناته للدراسة في الولايات المتحدة وسرعة الاندماج وروح التفاعل الذي أبدته هؤلاء الصغيرات في المدرسة ، وقدرة المدرسة على خلق الروح الايجابية في نفوسهن ، وقال معاليه : ” مثل هذه القصص وقدرة المدرسة على استقطاب بنتين صغيرتين أتوا من بيئة مختلفة وثقافة مختلفة تدعونا لأهمية التعرف على الكيفية التي استطاعت من خلالها المدرسة أن تحتضنهن وتقدم لهن الروح الايجابية لحب المعرفة وحب التعلم والمشاركة الفاعلة بدون حساسيات وبدون ملل وبدون ضعف ” .
واستطرد معاليه يقول ” من خلال دوركم ودور زملائكم في الميدان نستطيع أن نثبت أننا قادرين على التغيير والتطوير وتوظيف الأفكار الايجابية والإفادة من النماذج العالمية التي شهد العالم بقدرتها على تطوير العمل التعليمي وتطوير المؤسسات التعليمية ” وأنا شخصياً أرى أن المحور الأساسي لأي تطوير إذا لم ينعكس على ما يدور داخل القاعة التعليمية وداخل الفصل التعليمي والذي يأتي من خلالكم أنتم لن يكون هناك أي تطوير حقيقي للتعليم ، وأقول لزملائنا في الوزارة إن جميع اجتماعاتنا وتخطيطنا وبرامجنا إذا لم تنعكس على واقع المعلم وعلى واقع الفصل الدراسي فنحن ندور في حلقة مفرغة وأعمالنا تكون بلا ثمرة وبلا نتيجة ، فلذلك أتمنى أن يكون هذا البرنامج هو أحد الثمرات الحقيقية لتطوير النظام التعليمي وإيجاد منظومة تلبي احتياجات الحاضر والمستقبل ” .