تتجه الشبكة الإجتماعية الأكبر عالميًا فيسبوك إلى استخدام تقنيات التعلم الآلي والأدوات التقنية الأخرى لمساعدة مدققي الحقائق البشريين الذين يراجعون المقالات الإخبارية المزيفة، وذلك عبر الإعلان أنها بدأت في استخدام الأنظمة الآلية لتحديد المقالات الإخبارية المزيفة المكررة والتي تم الإبلاغ عنها مسبقًا بواسطة المراجعين الخارجيين، حيث تأتي هذه الخطوة كجزء من جهود الشركة لمكافحة انتشار التضليل على منصتها.
وتعمل الشركة أيضًا، كجزء من الإعلان عن الجهود الجديدة، على توسيع برنامجها الذي يتيح لشركائها الذين يقومون بتدقيق الحقائق إمكانية فهرسة وتحديد مقاطع الفيديو والصور التي تحتوي على معلومات خاطئة، حيث تستعين الشبكة الإجتماعية بمجموعة من المدققين التابعين لجهات خارجية في 14 بلدًا لمراجعة المحتوى الذي تم الإبلاغ عنه على أنه كاذب، وتضييق الخناق على الصور ومقاطع الفيديو التي يتم التلاعب بها.
وبمجرد أن يحدد المدقق رابطًا أو صورة أو فيديو على أنه زائف، يقلل فيسبوك من إمكانية وصوله إلى المستخدمين عبر خلاصة تغذية الأخبار، وقالت تيسا ليونز Tessa Lyons، مديرة منتج في فيسبوك، عبر مؤتمر صحفي عقد في العاصمة البلجيكية بروكسل: “نحن نعرف أنه من غير المعقول أن يقوم مدققون للحقائق بمراجعة كل المحتوى على نطاق واسع، وهذا هو السبب في ضرورة استخدام التكنولوجيا لمعرفة كيفية قياس التأثير”.
ويأتي هذا الإعلان بعد أشهر من الضغط من قبل المشرعين في الولايات المتحدة وأوروبا حول سياسات الخصوصية للشركة، وما إذا كان بإمكان الممثلين الحكوميين استخدام الشبكة الاجتماعية للتأثير على الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأمريكية، والتأثير أيضًا على التصويت البريطاني لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وقالت ليونز في مقالة مصاحبة للإعلان: ” إن أكثر من مليار قطعة من المحتوى يتم نشرها على موقع فيسبوك يوميًا، وكثيرًا ما يتم نسخ هذه القصص الخاطئة من خلال منافذ إخبارية مختلفة عبر روابط متعددة في محاولة لتحقيق مكاسب مالية”.
وتحاول المنصة اتخاذ المزيد من الخطوات لمعاقبة مالكي الصفحات خارج الولايات المتحدة الأمريكية التي تستهدف الأمريكيين بمعلومات خاطئة، حيث يحد ويقلل النظام الآلي الجديد من إمكانية الوصول تلقائيًا إلى تلك الصفحات التي يديرها أشخاص يستهدفون الآخرين في أماكن أخرى من العالم باستخدام خدع من أجل كسب المال.
ويستهدف هذا النهج بشكل مباشر الجهات الفاعلة مثل “المقدونيون” المشهورون حاليًا والذين يديرون صفحات عن السياسة الأمريكية التي استهدفت الأمريكيين بأخبار زائفة أثناء وبعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2016.
واستشهدت تيسا ليونز بمدقق للحقائق في فرنسا، والذي قام بتحديد خبر يروج لإدعاء علمي باطل، وقالت منصة فيسبوك إن برامجها كانت قادرة على استخدام التحليل الخاص بذلك الخبر لاكتشاف وتقليل تقييم أكثر من 20 مجالًا على الويب و 1400 رابطًا يروج لنفس المعلومات الخاطئة، كما يتم نشر تكنولوجيا التعلم الآلي للتعرف على الصفحات التي يحتمل أن تنشر أخبار خادعة ذات دوافع مالية، والتي يتم إعدادها عادة من قبل الشركات أو الأحزاب السياسية أو المنظمات الأخرى.
ودعت المفوضية الأوروبية، وهي الهيئة التنفيذية للاتحاد، في شهر أبريل/نيسان منصات الويب وشركات التواصل الإجتماعي إلى بذل المزيد من الجهد قبيل انتخابات الاتحاد الأوروبي للحد من التضليل الإعلامي، وحذر مسؤولو الاتحاد الأوروبي من أنهم قد يفرضون لوائحهم في حال فشلت المنصات في ذلك.