قررت منصة التواصل الإجتماعي فيسبوك إزالة مربع “الأخبار الشائعة” الذي يتواجد منذ أربع سنوات إلى يمين قسم “خلاصة تغذية الأخبار” ضمن نسخة سطح المكتب خلال الأسبوع المقبل، وذلك حسبما صرحت الشركة، حيث تأتي عملية الإزالة بعد مرور سنوات من الانتقادات حول كيفية اختيار المنصة للقصص والأخبار التي تظهر ضمن هذا القسم، مع نضالها لأكثر من عام فيما يتعلق بموثوقية الأخبار التي يتم نشرها من خلال الشبكة الإجتماعية.
وتقول الشركة إن الميزة التي ألقي باللوم عليها في ظهور أخبار مزيفة لم تحظى بشعبية، إلى جانب أنها أصبحت قديمة، وثبت أنها تمثل إشكالية، وذلك بعد ظهورها لأول مرة في عام 2014 على شكل قائمة من عناوين الأخبار الشائعة، والتي كان الهدف منها يتمثل في جذب مستخدمي تويتر من خلال توفير نظرة سريعة على الأخبار الأكثر رواجًا.
كما أن ظهورها جاء تماشيًا مع تعهد مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لفيسبوك لجعل منصته بمثابة صحيفة شخصية للمستخدمين، ولكن في ذلك الوقت لم تكن الأخبار المزيفة مصطلحًا شائعًا، ولم يتم اتهام أي دولة أجنبية بمحاولة التأثير على الانتخابات الأمريكية عبر منصات التواصل الإجتماعي.
وأوضحت منصة فيسبوك أن قسم الأخبار الشائعة لم يكن نشطًا إلا في خمسة بلدان، مع تشكيله أقل من 1.5 في المئة من النقرات للناشرين الإخباريين في المتوسط، وتختبر الشركة حاليًا مميزات جديدة وطرق أخرى لتوفير الأخبار، بما في ذلك تصنيف الأخبار العاجلة الذي يمكن للناشرين إضافتها إلى القصص لتمييزها، إلى جانب اختبارها لقسم يجمع الأخبار المحلية لجعلها أكثر بروزًا.
وقال أليكس هاردمان Alex Hardiman، رئيس قسم الأخبار في فيسبوك، إن الشركة لا تزال ملتزمة بالأخبار الفورية، ولكن بدلاً من ترك المشرفين على المنصة يتخذون قرارات تحريرية، كان هناك تحول للسماح لمؤسسات الأخبار بالقيام بذلك، ووفقًا لمركز بيو للأبحاث، فإن 44 في المئة من البالغين الأمريكيين يحصلون على بعض أو كل أخبارهم عبر الشبكة الإجتماعية.
وكانت ردة الفعل العكسية على هذا القسم قد بدأت في عام 2016، بعد ظهور تقرير يقول إن محرري فيسبوك السابقين، الذي كانوا قادرين على تنظيم العناوين الرئيسية، متهمين بالتحيز ضد المحافظين، وبعد مرور عامين، لم تتمكن المنصة من إلغاء فكرة التحيز، مما دفعها في أواخر عام 2016 إلى طرد المحررين البشريين الذين عملوا في قسم المواضيع الشائعة، وتم استبدالهم بخوارزميات آلية كان من المفترض أن تكون خالية من التحيز السياسي.
وبدأت تلك الخوارزميات في اختيار المشاركات التي تحظى بأكبر قدر من الاهتمام، حتى لو كانت المعلومات زائفة، مما دفع فيسبوك في أوائل عام 2017 إلى القيام بمحاولة أخرى لإصلاح القسم من خلال تضمينه الموضوعات التي يغطيها العديد من ناشري الأخبار، وكانت الفكرة أن التغطية من خلال مصدر واحد يمكن أن تكون علامة على أن الأخبار وهمية.
وسلطت مشكلات هذا القسم الضوء على الصعوبات المتعلقة بالاعتماد على أجهزة الحاسب أو حتى الذكاء الاصطناعي لفهم العالم البشري الفوضوي دون ارتكاب أخطاء واضحة، ويبدو أن المنصة قد توصلت إلى نتيجة مفادها أن محاولة إصلاح المشاكل الناتجة عن قسم الموضوعات الرائجة لا تتناسب مع الفوائد القليلة التي تراها الشركة والمستخدمون وناشرو الأخبار.