أنتجت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي فيلمًا وثائقيًا بعنوان «زمزم الماء المبارك» يتناول المراحل التي تمر بها عملية خروج زمزم من بئر يبعد عن الكَعبَةِ المشرقة 21 مِترًا، وتقع فُوَّهَةُ البِئرِ أَسفَلَ المَطَافِ بمحاذة الحَجَرِ الأَسوَدِ ولَهَا نَبعَانِ يَضُخَّانِ أَحَدُهُمَا يَأتِي مِنَ اتِّجَاهِ الكَعبَةِ المُشَرَّفَةِ وَالآخَرُ مِنَ اتِّجَاهِ جَبَلِ أَبِي قُبَيسَ وَالصَّفَا.
ويستعرض الفيلم كيف تضخ بئر زمزم المِيَاهِ العَذبَةِ بِمُعَدَّلٍ يَصِلُ فِي حَدِّهِ الأَدنَى إِلَى أَحَدَ عَشَرَ لِترًا فِي الثَّانِيَةِ وَفِي أَقصَى مُعَدَّلاَتِهِ يَصِلُ إِلَى ثَمَانِيَةَ عَشَرَ لِترًا وَنِصفَ اللَّترِ فِي الثَّانِيَةِ وتستقر هَذِهِ البِئرَ ُ فِي مُحِيطِ الكعبة المشرفة بعمق واحد وثَلاَثِينَ مِترًا فَقَط، مسلطًا الضوء على بداية رحلة ضخ المياه من البئر بُوَاسِطَةِ مِضَخَّتَينِ هَائِلَتِينِ تَعمَلاَنِ بِالتَّنَاوُبِ عَلَى مَدَارِ 24 سَاعَةً يَومِيًّا وتُرسَلُ إِلَى مَشرُوعِ المَلِكِ (عَبدِ اللهِ بِنِ عَبدِ العَزِيزِ) ـ رحمه الله ـ لِسُقيَا زَمزَمَ فِي مِنطَقَةِ كدي عَبرَ دَفعٍ آلِيٍّ مِن أَنَابِيبَ مَخصُوصَةٍ للمُحَافَظَةِ عَلَى خَصَائِصِه .
كما يستعرض الجهود التي تبذلها المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ من أجل رعاية المسجد الحرام والمسجد النبوي وتوفير كافة سبل الراحة للزوار والمعتمرين ومن ذلك قصة عملية ضخ المياه الى المَسجِدُ النَّبَوِيُّ بالمدينة المنورة عَبرَ صَهَارِيجَ مُجَهَّزَةٍ بِمُوَاصَفَاتٍ قِيَاسِيَّةٍ يتم تأمين أغطيتها ومحابسها بأقفال بحيث لا تفتح إلا عن طريق الموظف المختص في المسجد النبوي بمعدل مِائَةً وَخَمسِينَ ألف لتر فِي الأَيَّامِ العَادِيَّةِ أما َفِي المَوَاسِمِ يَصِلُ إِلَى 400 ألف لتر، وكيف تُتَابَعُ عَمَلِيَّاتُ السَّحبِ وَالضَّخِّ وَمُرَاقَبَةِ شَبَكَاتِ الأَنَابِيبِ وَالخَزَّانَاتِ بِوَاسِطَةِ الأَليَافِ البَصَرِيَّةِ عَن طَرِيقِ بَرنَامِجٍ مُتَطَوِّرٍ يُعرَفُ بِنِظَامِ (إِسكَادَا).
ويعرض الفيلم على الرابط https://youtu.be/Xx9NdCb8R-o يف تتم تعبئة ماء زمزم فِي حَافِظَاتٍ مُعَقَّمَةٍ وَمُبَرَّدَةٍ يبلغ عددها أربعين ألف حافظة في المسجد الحرام والمسجد النبوي وَمُوَّزعَةٍ بِعِنَايَةٍ فَائِقَةٍ فِي أَورِدَةِ الحَرَمَينِ وَأَروِقَتِهِ ، وتُجَهَّزُ الحَافِظَاتُ فِي نُقَاطِ التَّعبِئَةِ المُنتَشِرَةِ دَاخِلَ المَسجِدِ الحَرَامِ وَالمَسجِدِ النَّبَوِيّ ثُمَّ تُنقَلُ بِمُنتَهَى الدِّقَّةِ عَبرَ السَّيَّارَاتِ الكَهرُبَائِيَّةِ إِلَى أَمَاكِنِهَا ، بالإضافة الى مراعاة تَقدِيمُ المَاءِ مُبَرَّدًا وَغَيرَ مُبَرَّدٍ تَلبِيَةً لِرَغبَاتِ الزُّوَّارِ وَالمُصَلِّينَ، وتزويد الحَافِظَاتِ بِأكوابٍ بِلاَستِيكِيَّةٍ لِلشُّربِ يصل عدد المستهلَك منها أكثر من مليوني كوب يومياً تُستَعمَلُ لِمَرَّةٍ وَاحِدَةٍ فقط حِرصًا عَلَى الصِّحَّةِ العَامَّةِ لِلزُّوَّارِ وَالحُجَّاجِ.
وَتَمتَازُ الحَافِظَاتُ بِوُجُودِ أَقفَالٍ خَاصَّةٍ مِن أَعلاَهَا تَحمِيَ مَاءَ زَمزَمَ مِنَ العَبَثِ وَالتَّلُوِّثِ بِالمَيكرُوبَاتِ وَالأَترِبَةِ ، حيث َتُغسَلُ الحَافِظَاتُ وَتُعَقَّمُ عَلَى مَرَاحِلَ بِصُورَةٍ احتِرَافِيَّةٍ وَدَورِيَّةٍ فِي المَحَطَّاتِ الخَارِجِيَّةِ ، وَتَنتَشِرُ فِي بَاحَاتِ وَزَوَايَا الحَرَمِينِ الشريفين مَشرَبِيَّاتٌ وَنَوَافِيرُ ثَابِتَةٌ لِلشُربِ تُغَطِّيَ جَمِيعَ الأَدوَارِ وَالسَّاحَاتِ بِالمَسجِدِ الحَرَامِ وَالمَسجِدِ النَّبَوِيِّ ، كما تُوضَعُ فِي المَوَاسِمِ خَزَّانَاتٌ لِشُربِ المِيَاهِ المُبَرَّدَةِ.
كما خصصت الرئاسة مَوقِعُاً “سَبِيلِ زَمزَمَ” وهو يقع في ِالجِهَةِ الشرقية مِن سَاحَةِ المَسجِدِ الحَرَامِ لِتَعبِئَةِ الجَوَالِينَ تَخفِيفًا عَلَى المُصَلِّينَ وَالزُّوَّارِ .
وفي السياق ذاته، فإن الاستهلاك اليومي لماء زمزم في المسجد الحرام يقدر بـ 700 ألف لتر وفي المواسم بمليوني لتر يوميا، فيما تقوم تحرص الرئاسة العامة لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوي سَلاَمَةِ مَاءِ زَمزَمَ وَخُلُوِّهِ مِنَ المُلَوِّثَاتِ وَالمُكَدِّرَاتِ البِكتِيرِيَّةِ من خلال أخذ عَيِّنَاتٌ عَشوَائِيَّةٌ مِنَ الحَافِظَاتِ وَالمَشرَبِيَّاتِ وَالخَزَّانَاتِ عَلَى مَدَارِ السَّاعَةِ لِلتَّأَكُّدِ مِن سَلاَمَتِهِ فِي المُختَبَرِ المُخَصَّصِ لِهَذَا الشَّأنِ وَيَصِلُ عَدَدُ العَيِّنَاتِ إِلَى مَائَةِ عَيِّنَةٍ يَومِيًّا .
وفي عَامِ (1431هـ – 2010م) تم إنشاء مَشرُوعِ المَلِكِ عَبدِ اللهِ بِنِ عَبدِ العَزِيزِ لِسُقيَا زَمزَمَ في منطقة كُدَي بِمَكَّةَ المُكَرَّمَةِ ، ففِي عَامِ (1431هـ – 2010م) ، والَّذِي يَهْدِفُ وصول ماء زمزم الى الناس بأسهل الطرق ، بالإضافة الى َتَوفِيرِ ظُرُوفٍ وَشُرُوطِ سَلاَمَةٍ وَأَمَانٍ وَحِمَايَته مِنَ التَّلَوُّثِ وَالتَّلاَعُبِ عَبرَ تَعبِئَتِهِ وَتَوزِيعِهِ آلِيًّا وِفقَ إِجرَاءَاتِ المَيكَنَةِ العَالَمِيَّةِ.
ويَحتَوِي المَشرُوعُ عَلَى مُستَودَعٍ آلِيٍّ مَركَزِيٍّ لِتَخزِينِ وَتَوزِيعِ (1,5 مِليُون) عَبوَةٍ سَعَةَ عَشرَةِ لِترَاتٍ يَومِيًّا ، حيث أزال المَشرُوعَ الضَّغطَ وَالازدِحَامَ بِتَأِمِينِ شُرُوطِ التَنقِيَةِ وَالتَّعبِئَةِ وَالتَّوزِيعِ الآلِيِّ عَن طَرِيقِ قارئ البَاركُود للفَواتير ، حيث يبدأ صرف العَبوَاتِ آليًّا.