يقوم البروفسور فرانسيس هارتمان، الاختصاصي في طب الأسنان وعلم وظائف الأعصاب، بالقاء الضوء على العلاقة ما بين مشاكل الأسنان وأمراض القلب والشرايين.
قد نعتقد أن ليس هناك أي علاقة. لكن لسوء الحظ أن أمراض القلب يمكن أن يعود سببها في أحيانٍ كثيرة إلى الأسنان.
ما هو الرابط بين الأسنان ومشاكل القلب والشرايين ؟
إذا ضغطتم على عينيكم المغمضتين، سيتباطأ نبض قلبكم، لأن هذه الحركة البسيطة تبعث بمعلومة إلى العصب المبهم من أجل تعديل نبضات القلب : هذا ما نسميه ردة الفعل اللاإرادية من العين للقلب. لكن قرنية العين والأسنان العليا والسفلى مرتبطة بنفس العصب، العصب المثلث التوائم. إنه يخفف من نبض القلب عبر العين ويزيدها عبر الأسنان. إذن إذا كنتم تعانون من صرير الأسنان اللاإرادي والمستمر فهذا يمكن أن يؤدي إلى زيادة نبضات القلب (عدم انتظام دقات القلب).
يمكن لمشكلة صرير الأسنان اللاإرادية أن تؤثر على كامل الجسم وتؤدي إلى اضطرابات قلبية، ولكن أيضاً إلى اضطرابات في السمع، دوخة، اضطرابات في السلوك الغذائي، صداع نصفي وأيضاً آلام في العنق والظهر. كما أن أسباب الفيبروميالجيا وعارض التعب المزمن قد تكون في بعض الأحيان في الأسنان. هذه المشاكل تصيب خاصة النساء لأن أعصاب الأسنان حساسة خصوصاً على هورمون الأستروجين النسائي.
كما أن عدم العناية بتنظيف الأسنان والفم يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين. الشخص الذي يعاني من التهاب اللثة ولا يسعى لعلاجه، سينتهي مع العمر بأن يمتد الالتهاب إلى الأنسجة العظمية حول الأسنان.
عندما يصبح الالتهاب مزمناً، تنعكس تأثيراته السلبية على الجسم بأكمله ويمكن أن تترجم بارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين.
من جهة أخرى، يؤدي التهاب اللثة مع الزمن إلى خسارة الأسنان. كما أن دراسة قام بها علماء أعصاب كوريين ألقت الضوء على العواقب الخطيرة لفقدان الأسنان على الصحة. بعد أن درسوا دماغ المرضى الأصحاء والمرضى
الذين يعانون من مشاكل خطيرة في أسنانهم، لاحظوا أنه، في حال فقدان سبعة أسنان فما فوق، هناك تحول كامل في المادة البيضاء في الدماغ، وكذلك جلطات دماغية متكررة.