قال الجيولوجي الشهير البروفيسور عبدالعزيز بن لعبون، إن “نيوم، مصطلح لاتيني معناه المستقبل الجديد، وقد أطلق على منطقة نيوم مسمى فردوس الجيولوجيين، لأنها غنية بصخور الدرع العربي والرف العربي”، مؤكدًا أنها “منطقة غنية بالغاز والمياه الجوفية والصخور والنفط، وفيها أكثر من 200 نوع من أنواع الشعب المرجانية”.
جاء ذلك خلال ندوة “جولتي في نيوم” التي نظمها اتحاد الصحافة السياحي واستضافتها ديوانية آل حسين التاريخية، وحاضر فيها ابن لعبون، مؤكداً أن منطقة “نيوم” متعددة الأبعاد والألوان فهي تمتاز باستراتيجية الموقع وعراقة التاريخ ومتميّزة جيولوجيا، وبتنوع الجغرافيا، وجمال الجيومورفولوجيا، وغنى الثروات، كما أنها متعددة الألوان بسبب تلون البحار، وتنوع الشواطئ، وازدهار المرجان، ورحابة السهول، وجمال الوديان، وشموخ الجبال، وثراء الصخور.
وأشار ابن لعبون خلال المحاضرة التي ألقاها في ديوانية “آل حسين” وتحدث فيها عن جولته في “نيوم” ومشاهداته واكتشافاته، إلى العمق التاريخي لمنطقة “نيوم”، مؤكداً أنها كانت في قلب العالم القديم، وجمعت بين عدة حضارات هي: حضارات جزيرة العرب، والرافدين، والشام، والنيل، والإغريق، والرومان.
كما لفت الانتباه إلى وجود 1285 جزيرة في المملكة، وفاجأ الحضور بقوله: “إن أول امتياز للنفط في جزيرة العرب لم يكن في المنطقة الشرقية كما هو معروف عند الناس وإنما في جزيرة فرسان عام ١٩١٠م”.
ووصف البروفيسور ابن لعبون نيوم بأنها “جنة الجيولوجيين” لاحتوائها على أنواع متعددة ومتنوعة من الصخور والمعادن والتراكيب البنائية والطيات والصدوع وبيئات ترسيب حديثة وقديمة.
وأجريت في المنطقة دراسات جيولوجية من قبل بعثات أمريكية وفرنسية و جامعة الملك عبدالعزيز، وجامعة الملك فهد، وأرامكو السعودية، وهيئة المساحة الجيولوجية السعودية.
وذكر البروفيسور ابن لعبون أن دراساته وأبحاثه الجيولوجية الميدانية في مدين قد نتج عنها اكتشافه لصخور العصر الجليدي ولأول في المملكة.
وتحدث عن جغرافية المنطقة وقال إنها تقع في شبه جزيرة مدين، بين أقصى شمال البحر الأحمر وخليج العقبة، وأطلق عليها مسمى “فردوس الجيولوجيين” لوجد صخور الدرع العربي التي يصل عمرها لأكثر من ٥٤٢ مليون سنة، وصخور الرف العربي وهي صخور رسوبية، مشيراً إلى أن صخور الدرع العربي تحتوي على الكثير من الصخور الفلزية التي تحتوي على المعادن الثمينة من الذهب والفضة وغيرها، وصخور الرف العربي تتكون من الصخور الرسوبية التي تحتوي على المياه والنفط والغاز.
ولفت إلى الأبعاد والثروات الطبيعية التي تحتضنها المنطقة وتتمتع بها وأبرزها استراتيجية الموقع، وعراقة التاريخ، وتميز الجيولوجيا، وتنوع الجغرافيا، وجمال الجيومورفولوجيا، وشواطئ متنوعة طينية وصخرية، مؤكداً وجود أكثر من ٢٠٠ نوع من الشعاب المرجانية، ومختلف أنواع الثروة السمكية، داعياً للمحافظة على بيئة نيوم فهي ثروة.
وقال إن “نيوم”، “مدين” هي أرض الأنبياء، وقد ذكرت مدين في القرآن الكريم في قوله تعالى «وإلى مدين أخاهم شعيبا» كما ذكرت في التوراة، وقد جمعت المنطقة آثار منذ العصر الحجري وحتى وقتنا هذا، وهناك آثار ومجسمات مشابهة لتلك التي في مدائن صالح، لكن صخور مدين تختلف .
وأشار إلى المناخ الجميل الذي تتمتع به منطقة “نيوم”؛ حيث يكسو الجليد الجبال في الشتاء وتنزل من جبل اللوز حيث الجليد إلى الساحل لتسبح في البحر بكل متعة وسهولة، وتزرع في المنطقة مختلف أنواع الثمار من فواكه وخضروات، ويحيط بها العديد من الجزر الصغيرة والكبيرة، وهي قريبة من جزر تيران وصنافير التي تعد من أميز جزر منطقة “نيوم” السعودية.