كشفت مديرة قسم الأعصاب في مستشفى جامعة شليزفيك هولشتاين بمدينة كيل الألمانية البروفيسورة دانييلا بيرج؛ إن سرعة الكشف عن مرض الزهايمر حاسمة في علاجه؛ وذلك من خلال الموجات فوق الصوتية “سونوكرافي”.
ويأتي تشخيص مرض ألزهايمر في العادة متأخرًا؛ حين تتكدس البروتينات الضارة في تلافيف المخ، ويكون المرض في مرحلة الانتشار، ويكون الأمل في علاجه قد تلاشى حقًّا، والمصاب ينسى الأشياء، وينسى ما جرى أمس وينسى طريقه إلى البيت، وينسى أين وضع فرشاة الأسنان، ويخطئ فيضع المشط في قدر الطعام، ويضع اللاب توب الخاص به في حوض غسيل الصحون لينظفه! إنه يعيش مرحلة انهيار التكيف مع المحيط، وهذا في الحقيقة خط النهاية، ولا عودة بعده إلى الوضع الطبيعي.
وقالت البروفيسورة دانييلا بيرج إنه “حين ظهور أعراض النسيان، يكون قد حدث في الدماغ شيء غير قابل للإصلاح، علينا أن نبتكر أو نعثر على أساليب تساعد على الكشف السريع والمبكر للمرض قبل وقوع الإصابة”.
وتحاول البروفيسورة بيرج وفريقها أن تشخّص احتمالات الإصابة المبكرة باستخدام الموجات فوق الصوتية” تقنية سونوجرافي”، ومن خلال هذه التقنية يمكن معرفة طبقات الدماغ ومستوى كثافة تلافيف المخ، ومستوى البروتين المتراكم فوقها؛ فالموجات تخترق تجويف عظام الجمجمة، وتمر بتجويفها لتصل تلافيف المخ.
والحقيقة أنّ مرضى ألزهايمر وقبل فترة طويلة من ظهور أعراضه عليهم، تكون قد تراكمت في تلافيف المخ لديهم كميات من بروتينات ضارة هي المسئولة عن المرض.
ويتحدث الباحثون عما سموه “لويحات أميلويد” كمكون أساسي لهذه البروتينات.
وفي معرض شرح آليات أسلوبها في كشف مبكر للمرض تقول الدكتورة بيرج: “نقيس المستوى الآني والتركيب الخيطي للماء العصبي، وهذا يعني عمليًّا أننا نقيس مستوى ماء الأعصاب ومن خلاله نصل إلى قياس مستوى النسيج الدماغي، ثم نقارن النتيجة بمنظر مقطعي مشابه لدماغ شخص سليم”.
وتطور المرض إلى مستوى مرئي قد يستغرق سنوات عدة؛ ففي البداية تتآكل خلايا الأعصاب، ثم يتقلص حجم مساحات معينة المخ، وهو ما يدعى “أتروبي”؛ حيث يقل حجم الدماغ فعلًا. وهناك مناطق معينة في الدماغ تتلف بشكل أسرع” كما عبّرت البروفيسورة بيرج.
يشار إلى أنّ باحثين أمريكيين وسويسريين قد نجحوا في وقت سابق من هذا العام في تطوير علاج جديد لمرض ألزهايمر قادر على خفض منسوب البروتين الضار المخزون في تلافيف أدمغة المرضى، ونتيجة هذا الخفض، تتباطأ سرعة انهيار قدرات المخ على العمل وهذا سر نجاح العلاج، كما كشفت الدراسة التي نشروها بصحيفة ” نيتشر” العلمية.