يحذر عالم الغدد الصماء روبرت لاستينغ من أن الإخطارات الواردة من الهواتف الذكية تسبب إجهادا للمخ، وتدربه على أن يعيش في حالة من الخوف والقلق المستمرين.
ولفت روبرت لاستيغ أن 86% من الأمريكيين، الذين يتفقدون بريدهم الإلكتروني وحساباتهم على شبكات التواصل الأجتماعي بصورة دورية ومنتظمة، ما يصابون بالتوتر، ما يؤدي إلى إزعاج القشرة الدماغية الأمامية، المسؤولة عن الوظائف المعرفية، فتتوقف عن القيام بوظيفتها، وهو ما “يدفع الفرد في نهاية الأمر إلى القيام بأعمال غبية تؤدي إلى مشاكل في النهاية”، وفقًا لتصريحاته لمجلة “.
ويوضح لاستيغ أن الشخص الطبيعي يركز على مهمة واحدة في كل مرة، ولكن عندما يتوقف طوال الوقت من أجل الإجابة عن إشعار جديد على هاتفه، أو عندما يتلقى تنبيها من التطبيقات المختلفة من هاتفه، فإنه يتعرض للمقاطعة والتشتيت.
ويشير إستنادًا إلى تقدير عالم النفس ديفيد ماير، أن تحول الإنسان بين مهام مختلفة في وقت واحد، من الممكن أن يستهلك ما يصل إلى 40% من وقت مخه العامل.
ويضيف لاستيغ أنه في كل مرة نقوم فيها بتحويل المهام، فإننا نطلق جرعة جديدة من هرمون الإجهاد “الكورتيزول”، وكذلك هرمون “الدوبامين”، المسبب للشعور بالمتعة.
كما يؤكد روبرت لاستيغ أن إستعمال الهواتف الذكية بصورة متكررة، من الممكن أن يجعل المخ كسولاً، بفضل وجود ذلك “المساعد الرقمي”، الذي يساعد على القيام بأعباء العمل اليومية، وسط كل هذه الضغوط، وذلك لأن الأدمغة البشرية قادرة على معالجة الكثير من المعلومات في وقت واحد، بمعدل 60 بت في الثانية الواحدة فقط.
وعثر الباحثون أن المفكرين الأكثر ذكاءا وتحليلاً، هم الأقل نشاطًا على محركات البحث عبر هواتفهم الذكية، مقارنة بالأشخاص الآخرين، ولكن هذا لا يعني أن إستخدام هاتفك للبحث يجعلك “غبيا”، ولكن هناك علاقة بين التفكير الأقل إجتهادًا وبين تصفح الإنترنت بشكل دائم.
كما أظهر علماء أن قراءة معلومة جديدة عبر الهاتف الذكي قد تكون وسيلة مريعة للتعلم، بعد أن كشفوا عن أن الأشخاص الذين يتلقون معلومات معقدة من كتاب ما، بدلًا من عرضها على الشاشة، يطورون فهما أعمق، وينخرطون في تفكير أكثر تفصيلا.
كما يشير بحث جديد على عشرات من مستخدمي الهواتف الذكية في سويسرا، إلى أن التحديق في شاشات الهواتف الذكية، من الممكن أن يجعل أدمغتنا وأصابعنا أكثر توترا.